{زادَهُمْ} الله {هُدىً} بالتوفيق، {وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ} أعانهم عليها، أو: آتاهم جزاء تقواهم. وعن السدي: بين لهم ما يتقون. وقرئ:"وأعطاهم"، وقيل: الضمير في {زَادَهُمْ} لقول الرسول، أو لاستهزاء المنافقين.
قوله:(هو من: استأنفت الشيء: ابتدأته): روي عن المصنف: "الآنف: اسم للساعة التي قبل ساعتك التي أنت فيها، مشتق من الأنف، ولتقدمه الوقت الحاضر كأنه بمعنى: المتقدم، ومنه: أنفة الصبا: لأوله، ويقال: روضة أنف: لم ترع، أي: لما أول يرعى".
قوله:({وآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} أعانهم عليها، أو آتاهم جزاء تقواهم): والأول أوفق لتأليف النظم؛ لما سبق أن أغلب آيات هذه السورة الكريمة روعي فيها التقابل، فقوبل {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} بقوله: {والَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}، لأن الطبع يحصل من تزايد الرين، وترادف ما يزيد في الكفر، وقوله:{واتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ} بقوله: {وآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ}، فيحمل على كمال التقوى، وهو أن يتنزه العارف عما يشغل سره عن الحق، ويتبتل إليه بشر اشره، وهو التقوى الحقيقي المعنى بقوله:{اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}[آل عمران: ١٠٢]، فإن المزيد على مزيد الهدى مزيد لا مزيد عليه.