{أَنْ تَاتِيَهُمْ} بدل اشتمال من {السَّاعَةَ}، نحو:{أَن تَطَؤُهُمْ} من قوله: {رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ}[الفتح: ٢٥]. وقرئ:"إن تأتهم"، بالوقف على {السَّاعَةَ} واستئناف الشرط، وهي في مصاحف أهل مكة كذلك.
وفي الترفع عن متابعة الهوى: النزوع إلى المولى، والعزوف عن شهوات هذه الأدنى.
ثم في إسناد {وآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} إلى الله تعالى، وإسناد متابعة الهوى إليهم: إنما إلى معنى قوله صلى الله عليه وسلم: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}[الشعراء: ٨٠]، وتلويح إلى أن متابعة الهوى مرض روحاني، وملازمة التقوى دواء إلهي، {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ}[الإسراء: ٨٢].
قوله:({أَن تَاتِيَهُم} بدل اشتمال): قال الزجاج: "موضع "أن": نصب على البدل من {السَّاعَةَ}، المعنى: فهل ينظرون إلا أن تأتيهم الساعة بغتة، كقوله:{ولَوْلا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ ونِسَاءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ}[الفتح: ٢٥]، والمعنى: لولا أن تطؤوا رجالًا مؤمنين ونساءً مؤمنات".
قوله: (وقرئ: "إن تأتهم"، بالوقف على {السَّاعَةَ}): قال ابن جني: "قرأها أبو عمرو ابن العلاء: هذا استئناف شرط، لأنه وقف على {إِلَّا السَّاعَةَ}، ثم قال: "إن تأتهم بغتةً فقد جاء أشراطها"، فإن قلت: الشرط لا بد معه من الشك من الله تعالى، ومعناه: منهم، أي: أن شكوا في مجيئها بغتةً فقد جاء أشراطها، أي: علاماتها، فهلا توقعوها وتأهبوا لوقوعها".