ولهذا كانت التكنية من السنة والأدب الحسن، قال عمر رضي الله عنه: أشيعوا الكنى فإنها منبهة. ولقد لقب أبو بكر بالعتيق والصدّيق، وعمر بالفاروق، وحمزة بأسد الله،
عن أبي داود عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم"، وعن الترمذي عن عائشة:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغير الاسم القبيح".
قوله:(منبهة): أي: سبب للرفعة، والنباهة: الرفعة.
قوله:(لقب أبو بكر بالعتيق): عن الترمذي عن عائشة قالت: "دخل أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت عتيق الله من النار. قالت: فمن يومئذ سمي عتيقًا".
قوله:(وعمر بالفاروق): قال صاحب "الجامع": يقال: به تمت الأربعون، وظهر الإسلام يوم إسلامه، وسمي الفاروق لذلك"، وعن الترمذي عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم أعز الإسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب، فأصبح، فغدا عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم".
قوله:(وحمزة بأسد الله): قال صاحب "الجامع": "وهو أسد الله، وكان إسلامه حمية، فاعتز الإسلام بإسلامه".