وخالد بسيف الله، وقلّ من المشاهير في الجاهلية والإسلام من ليس له لقب، ولم تزل هذه الألقاب الحسنة في الأمم كلها من العرب والعجم تجرى في مخاطباتهم ومكاتباتهم من غير نكير.
روي عن الضحاك: أن قومًا من بنى تميم استهزؤا ببلال وخباب وعمار وصهيب وأبي ذرّ وسالم مولى [أبي] حذيفة، فنزلت. وعن عائشة رضي الله عنها: أنها كانت تسخر من زينب بنت خزيمة الهلالية، وكانت قصيرة. وعن ابن عباس: أن أمّ سلمة ربطت حقويها بسبيبة، وسدلت طرفها خلفها، وكانت تجرّه، فقالت عائشة لحفصة: انظري ما تجرّ خلفها، كأنه لسان كلب. وعن أنس: عيرت نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم أمّ سلمة بالقصر. وعن عكرمة عن ابن عباس: أن صفية بنت حيّى أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن النساء يعيرنني ويقلن: يا يهودية بنت يهوديين، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:«هلا قلت: إن أبي هارون، وإن عمي موسى، وإن زوجي محمد».
روي: أنها نزلت في ثابت بن قيس، وكان به وقر، وكانوا يوسعون له في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسمع، فأتى يومًا وهو يقول: تفسحوا،
قوله:(وخالد بسيف الله): عن الترمذي عن أبي هريرة قال: "مر خالد علينا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هذا؟ فقلت: خالد بن الوليد، فقال: نعم عبد الله خالد بن الوليد، سيف من سيوف الله".
قوله:(بسبيبة): النهاية: "السبائب: جمع سبيبة، وهي شقة من الثياب، أي نوع كان، وقيل: هي من الكتان".