حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لرجل: تنح، فلم يفعل، فقال: من هذا؟ فقال الرجل. أنا فلان، فقال: بل أنت ابن فلانة. يريد أمًّا كان يعير بها في الجاهلية، فخجل الرجل، فنزلت، فقال ثابت: لا أفخر على أحد في الحسب بعدها أبدًا.
{الِاسْمُ} ها هنا بمعنى: الذكر، من قولهم: طار اسمه في الناس بالكرم أو باللؤم، كما يقال: طار ثناؤه وصيته، وحقيقته: ما سما من ذكره وارتفع بين الناس، ألا ترى إلى قولهم: أشاد بذكره، كأنه قيل: بئس الذكر المرتفع للمؤمنين بسبب ارتكاب هذه الجرائر أن يذكروا بالفسق.
وفي قوله:{بَعْدَ الْإِيمانِ} ثلاثة أوجه: أحدها: استقباح الجمع بين الايمان وبين الفسق الذي يأباه الإيمان ويحظره، كما تقول: بئس الشأن بعد الكبرة الصبوة. والثاني: أنه كان في شتائمهم لمن أسلم من اليهود: يا يهودي يا فاسق، فنهوا عنه،
قوله:(ثناؤه وصيته): الجوهري: "الصيت: الذكر الجميل الذي ينتشر في الناس، دون القبيح".
قوله:(وفي قوله: {بَعْدَ الإيمَانِ} ثلاثة أوجه): الانتصاف: "أقرب الوجوه الثلاثة: أولها؛ بعد أن يصرف الذم إلى نفس الفسق، لأن الاسم هو المسمى والزمخشري جزم، لأن الاسم عنده التسمية، والوجه الثاني: يحمل فيه الاسم على التسمية صريحًا، والثالث: أن الفاسق غير مؤمن، والأول هو الجاري على قاعدة السنة".
قوله:(بعد الكبرة): عن بعضهم: على فلان كبرة: إذا كبر وأسن، ويقال: فلان كبرة ولد أبويه_ بكسر الكاف_: إذا كان أكبرهم، يستوي فيه المذكر والمؤنث.