للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والإثم: الذنب الذي يستحق صاحبه العقاب، ومنه قيل لعقوبته: الأثام؛ فعال منه، كالنكال والعذاب والوبال، قال:

لقد فعلت هذي النّوى بي فعلة .... أصاب النّوى قبل الممات أثامها

والهمزة فيه عن الواو، كأنه يثم الأعمال، أي: يكسرها بإحباطه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله: (لقد فعلت) البيت: "أصاب النوى قبل الممات": أي: ممات النوى، أراد أن يدعو على النوى بأن لا يموت حتى يلقى جزاء ما فعل، أي: فعلت النوى في فعلة سيئة، ثم قال على سبيل الدعاء: أصاب النوى جزاءها، ويجوز أن يراد: ممات نفسه، أراد أن يدعو لنفسه بأن لا يموت حتى يرى ما يلحق بالنوى من الجزاء على فعله، فيتسلى بذلك.

قوله: (والهمزة فيه عوض عن الواو، كأنه يثم الأعمال، أي: يكسرها): قال صاحب "الفرائد": "وثم" من باب "ضرب"، و"أثم" من باب "علم"، فمن أي وجه يلزم أن تكون الهمزة من الواو، وإنما مال بهذا الكلام إلى مذهبه".

الجوهري: "الإثم: الذنب، وقد أثم الرجل_ بالكسر_ إثما ومأثمًا: إذا وقع في الإثم"، و"الوثم: الدق والكسر، ووثم يثم: أي: عدًا".

عن بعضهم: الإثم والأثام: اسم للأفعال المبطئة عن الثواب، قال الله تعالى: {أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ} [البقرة: ٢٠٦]؛ أي: حملته على فعل ما يؤثمه، {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [الفرقان: ٦٨]؛ أي: عذابًا، فسماه "أثامًا" لما كان منه، وكذلك تسمية النبات والشحم بندى لما كانا منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>