قوله:(أو: هم الذين إيمانهم إيمان صدق): يعني: من الجائز أن يحمل الكلام على مذهب من يجعل الضمير فصلًا، ولا يرى له محلًا، فيفيد الاختصاص وأن هؤلاء لم يكذبوا كما كذب أعراب بني أسد، يعني: في قولهم: "آمنا"، أو على قول من يرى له محلًا، فيفيد تقوي الحكم، وأنهم آمنوا إيمان صدق وجد وثبات.
والأول أوجه لما سبق أن قوله:{أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} تعريض، وأنه هو المنبه على أن قوله:{لَّمْ تُؤْمِنُوا} وضع موضع "كذبتم".
قوله:(وفيه تجهيل لهم): عن بعضهم: أي: أتجعلون الله محيطًا بدينكم، فيعلم ظاهره وباطنه وتفصيله، وفيه تهكم بهم، ولا يكو معناه: أتعلمون الله دينكم، لأن معنى ذلك: أتجعلون الله عالمًا بعد الجهل. يريد: أن الباء في {أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ} ليست بزائدة، بل هي لتضمين العلم معنى الإحاطة.