/١٥٨ ب/ إذا يده الكريمة صافحته ... فقل في لآمع أو ألمعي
يقول الناس أيهما حسامٌ ... إذا استبقا إلى هام والكميِّ
تخيَّره وعاف سواه حرا ... بأخد الجيد أوردِّ الرَّديِّ
رمى أعداءه منهم بسهم ... يصيب نهاية الغرض القصيِّ
أبا الفتح افتخر وأبدأ بنفس ... لها شرفٌ على الفلك العلي
لك الكرم الَّذي فضح الغوادي ... فميز برقها خجل الدَّعيِّ
يخص بماءها في الحين أرضاً ... وما لك للفقير وللغني
لك الجيش الَّذي إن جاش أرضاً ... وفي الهضبات كالسيل الآتيّ
وكيف تبيت طوداً مشمخراً ... وأنت أخفُّ من أسد طويِّ
وفي تلك البيضاء غضبٌ ... يحقق كل فعل موسويِّ
إذا اشتجر القنا النقفاه حطماً ... كما التقف الحبال مع العصيِّ
قهرت به الجبابرة أقتداراً ... وأنصفت الضعيف من القويِّ
فإن تلك كالجحيم على عدوِّ ... فأنك كالجنان على الوليِّ
بقيت لهذه الدنيا جمالاً ... سعيد الجد في عمر هنيِّ
وقال أيضاً يمدحه: [من الطويل]
/١٥٩ أ/ رنا وأنثنى كالسيف والصعدة السمرا ... فما أكثر القتلى وما أرخص الآسرى
خذوا حذركم من خارجيِّ عذاره ... قفد جاء زحفاً في كتيبته الخضرا
غلام أراد الله إطفاء فتنة ... بعارضه فاستؤنفت أخرى
فزرفن بالآصداغ جنَّة خده ... وأرخي عليها من ذوائبه سترا
أغنُّ يناجى شعره حلي خضره ... كما يعتب المعشوق عآشقه سراً
أخوض غمار الموت من دون ثغره ... كذاك يغوص البحر من طلب الدُّرا
وصلت بداجي شعره ليل وصله ... فلم أرصبحاً غير غرَّته الغرَّا
غزال رخيم إلى في يوم سلمه ... وليث له في حربه البطشة الكبرى
دريُّ بحمل الكأس في يوم لذًّة ... ولكن بحمل السَّيف يوم الوغى أدرى