للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

/ ٤٠ أ/ ذكر من اسمه عبد المجيد

[٣٥٢]

عبد المجيد بن الحسن بن الخطَّاب بن بدلٍ، أبو الحسن المراغي.

من فضلاء أذربيجان، وأفراد أدبائها، كان غزير الحفظ، عالماً بالأدب، مبرزاً في اللغة والشعر، ولم يكن أحد في زمانه يضاهيه، فيما يتعاطاه من الفنون الأدبية، وصنعة النظم والنثر والتصنيف.

وكان أوحد وقته في معرفة شعر أبي الطيب المتنبي، وعلمه بمعانيه وتفسيره، وشرح عدَّة كتب منها شرح اللمع، وشرح ألفاظ عبد الرمحن، وشرح سقط الزند، وشرح الأنموذج لأبي القاسم الزمخشري، وشرح /٤٠ ب/ كتاب أفكار الأبكار للرسيد وطواط، وشرح كتاب لأبي النضر العتبي.

وشرع في شرح سر الأدب لأبي منصور الثعالبي، لم يتممه. استشهد في شوال سنة سبع وعشرين وستمائة، بقية من قرى أربل -رحمه الله تعالى-.

أنشدني الفقيه زين الدين محمد بن أشكري بن محمد بن أشكري المراغي؛ قال: أنشدني عبد المجيد بن الحسن المراغي لنفسه، من قصيدة طويلة يذكر فيها خراب مراغة حين قدمها التتار -خدلهم الله تعالى- وتغلبوا عليها وخرَّبوها، وانتهبوا أموالها، وسبوا الذراري، وقتلوا عالماً عظيمًا: [من الكامل]

حرمت جفوني من هدوِّ غراري ... وصميم قلبي من نعيم قرار

ونفاد دمعي من بكائى دائمًا ... بمدامع حال البكاء غزار

وعقود عمري اليوم تمًّت خمسةً ... وبها تناهى أكثر الأعمار

والشَّيب شامل عارضي ومفارقي ... لطليعة طلعت بجيش بوار

مار صار لولا تلك رأسي أغبراً ... فالجيش يقدمه مثار غبار

أوما رأيتم أنَّ طوفان الرَّدى ... أخذ المراغة من هجوم تتار

<<  <  ج: ص:  >  >>