عبد الرازق بن أحمد بن الخضر بن أحمد بن صالحٍ، أبو محمدٍ العامريُّ الأطرابلسيُّ، المدعو بالبديع.
من شعراء الشام، غزير الشعر يكثر من قوله. رحل إلى الديار المصرية، قاصداً الملك الناصر صلاح الدين أبي المظفر يوسف بن شاذي -رحمه الله تعالى- ليمدحه، واتصل ببني أيوب فسيَّر فيهم مديحاً كثيراً.
ولعلَّ /٨٣ أ/ ديوان شعره يزيد على عشرة أجلاد، ومعظمة مرذول قليل العيون، إلاَّ أنه ما يخلو من فائدة ومعانٍ، وربما مرَّ له أبيات صالحة.
ولم يكن شهر بالشعر كشعراء عصره، وكان يأخذ نفسه بصناعة الترسل، والإنشاء الكتابي؛ صار إلى من نظمه كتاب سمّاه "در المدائح ودرُّ المنائح" وجعل في مقدمته خطبة ذكر فيها فضيلة الشعر ومدحه.
وخرج من مصر طالباً البلاد الجزريّة، إلى مدينة آمد، فانحاز في جملة مليكها الصالح أبي الفتح محمود بن محمد بن داود بن سليمان بن أرتق، فأكرمه وصيَّره أحد ندمائه وجلسائه، فولاه الإشراف على .... بالعربيه ولم يزل متوالياً إلى أن مات بذلك.
وأخبرني من شاهده بآمد، سنة خمس وستمائة؛ وقال: كان شيخاً ربعة يتزيّا بزيِّ الجند، ويلبس القلنسوة ذات القنجس.
وكان مشغوفاًَ بالخمر، مصرَّاً عليها، ذا نعمة واسعة، وحشمة وزي حسن وغلمان، وكان الصاحب ضيائ الدين أبو القاسم أحمد بن شيخ السلامية وزير صاحب