عبد اللطيف بن عليِّ بن علي بن هبه الله بن محمد بن أحمد أبو الفتوح بن أبي طالبٍ، المعروف بابن البخاري.
وأهل العراق يصغِّرونه فيقولون /١٨٦: ٥ أ/ ابن البخيريِّ.
كان من ابناء القضاة العلماء؛ مولده بأقصرة من بلاد الروم في يوم الثلاثاء سلخ ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمسمائه. ونشأ بمدينة السلام وقرأ الفقه علي مذهب الإمام الشافعي - رضي الله عنه - علي أبي القاسم يحيي بن فضلان البغدادي، واشتغل بالأدب علي أبي العباس أحمد بن هبه الله الزاهد النحوي البغدادي.
قلّده أمير المؤمنين الناصر لدين الله أبو العباس أحمد - رضي الله عنه - قضاء بغداد شرقيها وغربيها مع قاضي القضاة عماد الدين بن الدامغاني. ثم انتقل إلى النطارة في البلاد العراقية؛ ثم صار صاحب المخزن المعمور، ولم يزل علي ولايته إلى ان مات يوم الجمعة ثالث وعشرين ربيع الاخر سنة سبع عشرة وستمائة ببغداد.
وكان متجاهراً بالفساد والفسق متظاهراً بهما، كثير الظلم للكبراء واصحاب الثروة والمال من المتصرفين والرؤساء، شديد السطوة عليهم؛ مصراً علي الشرب والانعكاف عليه؛ لم تكن له سيرة محمودة في ولايته. يرتكب المحارم، ويستبيح /١٨٦: ٥ ب/ الاموال، ويقتل النفس التي حرمها للمسلمين. قد نزع الله الرافة من قلبه؛ الا انه كان مع ذلك متميزاً في علم الحساب والمساحة، مليح الخط. كتب علي امين الدين ابي الدر ياقوت بن عبدالله الموصلي - رضي الله عنه -.
وله شعر مشهور والذي وجدت منه قصيدة خمرية يغني بها المغنون، وتتداولها