[ذكر من اسمه عبد السلام]
[٣٠٩]
عبد السَّلام بن عبد الرَّحمن بن يوسف، أبو محمد البوبانيُّ:
من أهل المغرب.
حدثني الصاحب أبو البركات المستوفي -رضي الله عنه- بأربل قال: كان أبو محمد ينسخ ويكتب واضحاً، قدم إربل غير مرة، وتوفي بها سنة أربع وستمائة، وأخذ عامل التركات تركته.
وكان شاعراً، قصد بشعره الملوك.
أنشدني -رحمه الله- لنفسه في شهر رجب من سنة ثمان وتسعين وخمسمائة بإربل، وهي أول قدوماته: [من الوافر]
/٢٦٣ أ/ رويدك أيُّها الرَّشأ الغرير ... فكم أغرى بغرَّتك الغرور
ويرِّد يا فديتك حرَّ وجدي ... بوصلك إنَّ هجرك لي مبير
أما إن آن أن تحيي [معنّى] ... قتيل هوىً رضاك له نشور
إذا جنَّ الدُّجى جنَّ اشتياقاً ... فليس سوى النُّجوم له سمير
حكى يعقوب قبلاً مثل وجدي ... إلى أن جاء ينذره النَّذير
وأقسم لا يذوق النَّوم حتَّى ... يجيء بثوب يوسفه بشير
فوالهفي على زمن تقضَّى ... وغصن شبيبتي غضٌّ نضير
سقى صوب العهاد عهود لهو ... عهدناها وشاهدها السُّرور
ديارٌ للفؤاد بها غرامٌ ... مقيمٌ ما له عنها مسير
قضى صرف القضا عنها بصرفٍ ... وللأقدار أحكامٌ تجور
ترى الأيَّام تسمح واللَّيالي ... فيقضى لي إلى مصرٍِ مصير؟
فقد ضاق الصَّعيد عليَّ حتَّى ... كأنِّي بين أسرته أسير