كان شاعرًا جيدًا، حين العقل، فصيح القول، قليل المعرفة بعلم العربية، صاحب اقتدار على إنشاء القوافي وعمل الشعر، يقوله بطبع سليم، وكانت تصدر عن خاطره /١٠ ب/ القصائد النادرة، يرتضيها الأفاضل، ويستجيدها نقاد الشعر، عارية من اللحن، ولعله برز في عملها على كثير من شعراء زمانه.
وتوفي بحلب في الثاني عشر من صفر سنة تسع وستمائة، ودفن بمقام إبراهيم- عليه السلام- قبلي حلب، عن نيف وسبعين سنة.
روى عنه القاضيان، القاضي الإمام بهاء الدين أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن سعيد، والقاضي أبو القاسم عمر أحمد بن أبي جرادة بحلب أدام الله أيامها.
شاهدت ولده بمحروسة حلب شاهدًا ثبت الجنان، وسألته عن نسبه، فلم يزدني على ذلك شيئًا، وزعم أن والده لم يرفع في نسبه أكثر من هذا، وذكر أن شعره يدخل في أربعة أجلاد، وأنه بلغ من العمر أربعًا وثمانين سنة.
وطالعت بعد ذلك مجموع مدائح الوزير نظام الدين أبي المؤيد الطغرائي، فوجدت فيه: قال سعيد بن عبد الله بن المبارك: حدثني القاضي الأجل أبو محمد الحسن بن إبراهيم بحلب سنة أربع وثلاثين وستمائة بمنزله المعمور، من لفظه- أيده الله تعالى- قال: /١١ أ/ كان سعيد بن عبد الله الحريري له أشعار حسنة ومقاصد سديدة، وألفاظ عذبة، ومعان سهلة، سمعت منه الكثير من شعره، وأنشدني معظمه،