للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى إنه لم يشذ عني منه إلا اليسير، وكانت معرفتي به مذ كان يتردد إلى الوالد- رحمه الله تعالى في سنة ثمانين وخمسمائة إلى أن توفي رحمه الله- يعرض عليه أشعاره، وجل مدائحه في الدولة الغياثية، والمملكة السلطانية الظاهرة، وأشعاره مشحونة بتشييد مكارمها، وإعلاء مفاخرها، ثم في خواصها، ووزرائها، وكتابها، وأمرائها، وها أنا قد اخترت بعض أشعاره وقصائده، وإن كان شعره كله مختارًا حسنًا، خفيفًا على القلوب سماعه، ثم قال:

وحدثني الحريري في عاشر ربيع الأول سنة ستمائة قال: ذكر لي الوزير نظام الدين أبو المؤيد محمد بن الحسين بن محمد الطغرائي- رحمه الله- وزير الملك الظاهر- رحمه الله تعالى- أنه أنشد بالحضرة العالية المولوية السلطانية الظاهرية- شيد الله أركانها /١١ ب/ في بعض الليالي بيتين هما: [من البسيط]

إشرب هنيئًا عليك التاج مرتفقا ... في مناذمهر ودع غمدان لليمن

فأنت أولى بتاج الملك تلبسه ... من هوذة بن عليِّ وابن ذي يزن

فوقع التقدم إليه بأن يعمل الشعراء في هذا المعنى، فعلمت بديها:

يا من تفرد في أيَّام دولته ... بسيرة ما حكتها صورة الزَّمن

أفنيت مالك في ذكر نسخت به ... كسرى قباذ وأنسيت ابن ذي يزن

فما أقول ومن أدنى مواهبكم ... ما عزَّ من مضر الحمراء واليمن

فليخش من كان فيه مدح شاعره ... (تلك المكارم لا قعبان من لبن)

<<  <  ج: ص:  >  >>