[٩٠٧] ... ذكر من اسمه يحيى
يحيى بن أحمد بن موسى، أبو زكريا الضرير المقرئ،
الموصلىٌّ الدار والسكنى.
وكان من قرية من قرى العراق تدعى برفطا.
هاجر إلى الموصل واستقرَّ مقامه بها إلى حين وفاته فى شهر رمضان سنة ثمانى عشرة
وستمائة. ورأيته بها شيخاً طويلاً أسهر اللون ساكناً بالمدرسة العتيقة. وكان شاعراً
قارئاً للقرآن العزيز فاضلاً.
وحدَّثنى الصاحب الوزير أبو البركات المستوفى الإربلى بها - رضى الله عنه - قال:
اخبرت عنه انَّه كان يضرب بالعود، وينادم الأكابر، ويشرب الخمر. ورد إربل غير مرَّة،
ولم أستنشده من أشعاره إلى أن ورد فى سلخ ذى الحجة سنة عشر وستمائة، فأنشدنى لنفسه
من قصيدة يمدح بها أتابك نور الدين أبا الحارث أرسلان شاه بن مسعود بن مودود - صاحب
الموصل -: [من البسيط]
/١٨٠ ب/ دين الصَّوارم والعسَّالة الذبل ... عز تدين له الأعناق فى القلل
إركب على صافنات العزم متَّخذاً ... مواطناً فى ذرى العلياء للنق
ومنها فى المديح:
كل الملوك اكتست من فخركم حللاً ... كما اكتسى آدم من سيِّد الرُّسل
اتى اخيراً وحاز السَّبق قاطبةً ... كذلك القيل نور الدِّين فى المثل
وقال من قصيدة أولها: [من الكامل]
منح القضيب رشاقة وتأودُّا ... رشا بوجنته الضَّلالة والهدى
آلت محاسنه إليَّة قادر ... لتتيِّمن مفوَّها ومبلَّدا
رحلت إليه من الصدور قلوبنا ... فكأنَّها بدن تحث بها الحدا
لمَّا رات انوار كنه جلاله ... خرَّت إليه مع الجوارح سجَّدا