سهل بن محمد بن رافع بن المحيَّى الهلاليُّ، أبو المحامد الشاعر:
من بني هلال، من رامة الشعر ببلدة حوران، مولده ومنشؤه ومقامه بها، كان من الشعراء المجيدين في دهره.
حدثني القاضي أبو القاسم عمر بن أحمد الحنفي- أيده الله- من لفظه قال: قدم أبو المحامد حلب مرارًا كثيرة، مسترقدًا من ملوكها وأمرائها، واجتمعت به، وكان حلو المنطق، فصيح العبارة، حسن الشعر، وكتبت عنه شيئًا من شعره، وتوفي في رجب أو شعبان سنة/٦٠ ب/ ثلاث وعشرين وستمائة ببعلبك:
ومما أنشدني لنفسه من قصيدة يمدح بها الملك الظاهر غياث الدين غازي بن يوسف بن أيوب، ويتشوق فيها أهله ووطنه:[من البسيط]
لي نحو رامة قلب شأنه الطرب ... وعبرة يعد يوم البين تنسكب
وأنَّه كلَّما ناحت مطوَّقة ... تكاد من حرِّها الأحشاء تلتهب
كم رمت كتمان ما أبديه من كمد ... وباعث الشَّوق يعصيني فأنتحب
يا حادي العيس بالجرعاء هل نظرت ... عيناك مثلي معنَّى شفَّه الوصف؟
أحشاؤه من جوى التَّذكار في حرق ... وقلبه لفراق الحيِّ مكتئبُ
لا كان يوم وداع كنت أحذره ... والبدر يسفر أحيانًا وينتقب
وطلعة الشمس تبدو غير آفلة ... من المعاجر طورًا ثم تحتجب