ودَّعت لذَّة عيشي يوم فُرقها ... ودمع عيني من هول النَّوى سرب
فاستعبرت ومطايا الحيِّ مزمعة ... سيرًا يسايره التَّقريب والخبب
فخلت حمرة خدَّيها وادمعها ... راحًا تجول على ناجودها الحبب
لمياء يُخبر عن شهد مقبَّلها ... ويُخجل الدُّرَّ منها ثغرها الشنب
تُريك وجهًا يريك الشَّمس طالعة ... سبط المحاسن لا خال ولا ندب
/٦١ أ/ خودٌ هلالية الآباء لا أمم ... يقضي المودَّة لي منها ولا صقب
من دون رشف حميا شهد ريقها ... بيض الصَّوارم والعسَّالة السلب
قالت وقد ازمعت لي عن مواطنها ... ميساء مضمرة مهرية نجب
ماذا الرَّحيل وقد غادرت منزلنا ... صفر الجوانب لا ورق ولا ذهب
فقلت خلَّي سبيل الهمِّ منصرفًا ... غازي بن يوسف ذخري والمدى حلب
وأنشدني أيضًا قال: أنشدني سهل لنفسه من قصيدة يمدح بها سنقر الحلبي:
[من الكامل]
ملك يسرُّ المعتفين لقاؤه ... وتخاف شدَّه بأسه أسد الشَّرى
متألّق الأضواء يحمد وفده ... عند الصَّباح بوجهه غبَّ السُّرى
قهر الفوارس قبل شدِّ نطاقه ... وأتى المكارم يافعًا وحزوّرًا
وحوت مناقبه مآثر معشر ... ما كان ذكرهم حديثًا يفترى
ماضي ظبا العزمات لا يعتاده ... زمع إذا صبح الأسنَّة اسفرا
يلقى الكتيبة غير مكترث بها ... ويكرُّ والأرواح واهية العُرى
متقلد عضبًا كأن مضاءه ... قدر لكلِّ ملمّة قد قُدِّرا
ما شيم برق من مضارب حدِّه ... إلا كسا الآفاق مرطًا احمرا
/٦١ ب/ يغشى غمار الموت غضبًا فاتكًا ... ويلوح في رهج العجاج غضنفرا
أخبرني القاضي أبو القاسم- أيده الله- قال: قال أبو البقاء يعيش بن علي النحوي قال: رأيت الهلالي ينشد السلطان غياث الدين قصيدة من حفظه لنفسه، يمدحه بها، فجعل يتوقف فيها، ويعيد أبياتها، فلما فرغ منها قال للسلطان الملك الظاهر معتذرًا من