سليمان بن النجيب بن المعلَّى بن النجيب بن سليمان، أبو الربيع الرقي المؤدب:
كان يعرف بذقينات، سكن حرَّان إلى أن مات بها، وكان شيخًا مسنًا، عُمِّر إلى أن جاوز المائة، وكان معلم صبية.
وأخبرني أبو الفضل عمر بن علي بن هبيرة قال: ترددت إليه للتعليم مدة بحران، ومدح والدي بعدة قصائد، ووقع إليّ مجلد من أشعاره مقصورة على مدح الوزير ولي الدين أبي الثناء محمود بن محمد بن مقدار بن فارس الحراني، وهو إذاك وزير الملك المعظم مظفر [الدين] كوكبوري بن علي بكتكين- رضي الله عنه- بحران، وهي غثّة وفيها ركاكة، لم تصدر عن فهم ومعرفة، وتنبئ عن خفة ورقاعة، ومن قرأ شعره وتدّبره علم أنه كان معلمًا حقيقة، إذ هو ممتزج بحماقة المعلمين.
ومن شعره يمدح الوزير ولي الدين محمود بن محمد/٣١ أ/ الحراني، وكان متشكيًا من مرض:[من الكامل]
عافاك [يا] من تشتكي الرَّحمن ... يا من له المعروف والإحسان
وعلت عداك كآبة فندامة ... وشقاوة وشكاية وهوان
يا من تألَّم جسمه فتألَّمت ... منَّا له الأرواح والأبدان
عوفيت من مرض ودمت بنعمة ... وحدت بوصف ثنائك الرُّكبان
الله يرليك من يشنا علاك مجدَّلًا ... تنتاشه العُقبان والغربان
ببقاء مولانا الأمير مظفَّر الدـ ... ـين الذي خضعت له الشجعان
الله ينصره على أعدائه ... فعلى المهيمن ربنا التُّكلان