للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دقَّ عظمي وخصر من أهواه ... مثل ما دقَّ في الهوى معناه

دقَّ عن كلِّ ناظر رام رؤيا ... هـ بتكييف وصفه أن يراه

وتعالى عن خاطر خامرته ... شبهات وجلَّ عنه ثناه

لا تقسه بالبدر جهلًا فإني ... لسني البدر في السماء سناه؟

ذاك ينبو عن الرَّواء وهذا ... ليس ينبو جمأله ورواه

هو أهدى من أن يهدَّي فما يو ... جد هاد إلا هَداه هُداه

لو رأى وجهه الكليم وقد ألـ ... قى عصاه [ولي يجر عصاه]

يا له عالمًا بما في فؤادي ... من جوى والَّذي براه يراه

/٣٠ أ/ حال حالي لمّا حوى القلب منّي ... حبّه فاحتوى على ما حواه

صرت عبدًا له وقد يشغل العبـ ... ـد إذا كان عادلًا مولاه

وأنشدني لنفسه من قصيدة يقول فيها: [من الخفيف]

أنا ضيف الكرام جئت لأقرى ... فاقرني من لدنك مولاي حسنًا

لا تكلني إلى سواك فكلٌّ ... إن تعاط الإحسان يتبعه منَّا

أنا سلمان والذي بعث الله ... نبيًا يقول: سلمان منّا

وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الطويل]

تأمَّل يوم البين تركي وداعه ... وضمّي له من بعد حسن تودُّد

فأنكر صبري ثمَّ قال سلوتني ... فقلت له لا تنكرنَّ تجلُّدي

مددت يد التوديع من قبل نظرة الرْ ... رقيب فكفت إذ بصرت به يدي

وثانية في القلب نار صبابة ... توقَّد من حبِّيك أيَّ توقُّد

خشيت على ذاك القوام تحيله ... وتذهب أنفاسي بما وجهه النَّدي

وأنشدني أيضًا من شعره: [من الكامل]

إني لأصرف عنك طرفي هيبة ... وأجلُّ وجهك عن مطامح ناظري

/٣٠ ب/ وأغار من فكر عليك إذا غدا ... منك الخيال مخيّمًا في خاطري

<<  <  ج: ص:  >  >>