آمد، ..... في حقَّه ويكرمه ويقرِّبه وينعم عليه.
/٨٣ ب/ وكان أبو الحسن علي بن محمد الساعاتي الشاعر بمصر، فاقتضت أن عمل إبن الساعاتي دعوى، وجمع إليه جماعة من أصدقائه، من الديار المصرية، وغيرهم وفي جملتهم عبد الرازق الشاعر، وكان يومئذ مقيمًا بمصر، وكان مع ابن الساعاتي ألف دينار مصرية، فحار أين يخبّئها، فألقاها في حبَّ الماء، وفي ظنِّه أنَّ أحداً لا يفطن لذلك، فشرب من كان عنده كم أصدقائه الماء، واستعملوه، ولم يبق في الحّبِّ ماء، فقام بعض من كان عنده يستقي ماء، فوجد الألف دينار، فأخذها فلما أراد ابن الساعاتي يعينه: [من البسيط]
يا عادم الألف من بعد التَّبذُّل في ... تحصيلها في زمان عزَّ لقياه
قد كان مالك ماء الحبِّ أمَّله ... كما عملت وماء الحبِّ أفناه
وأنشدني أسفنديار بن عثمان بن اسفنديار الديلمي البغدادي بحلب؛ قال أنشدني عبد الرازق له: [من السريع]
/٨٤ أ/ يا ظالماً لولاه ما كان لي ... عند إلهي في غد ذنب
كلَّفتني في الجبِّ ما لم أطق ... وبعض ما كلَّفتني صعب
وقال في الغزال: [من البسيط]
آس العذار أسًى للهائم الدَّنف ... ألفته مذ بدا في الخدِّ كالألف
تعانق الصُّبح والظلماء وائتلفا ... وما ائتلافهما إلاَّ على تلفي
وقال في مثله: [من السريع]
وشادن شدَّ فؤادي الأسى ... في حبِّه شدَّ الزاة البغاث
لمَّا تردَّى الحسن ردَّ الرَّدى ... نحوي وجسمي فيه للسُّقم لاث
عذاره الآسي في خدِّه الـ ... ـورديِّ في السَّلوة والصبر عاث
كالمسك في الجمر انتهى لبثه ... والمسك في الجمر قليل اللّباث