للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

/ ٤١ أ/ جيش لهامٌ مشرقيٌّ أقبلوا ... متموِّجين تموُّج الأبحار

ان المراغة كالسفينة أغرقت ... في لجُّة من عسكر جرَّار

في النِّصف من يومين قد ظفروا بها ... قهرا بحكًم الواحد القهّار

فظهيرة الأحد ابتداء حصارهم ... والأخذ في الإثنين شرُّ نهار

هجموا وقد أخذوا أعالى سورها ... بمجانق يمطرون بالأحجار

نصبوا المجانق تحت برجٍ واحد ... ليلاً ويوفي شغلهم بحصار

أحجارها رقًت وشفَّت حرمةً ... كالثَّوب تحت مدقَّة القصَّار

والنَّقب يأخذ من حجارة أسِّه ... فانهار في بدن كجرف هار

بسقوطه ارتفع الغبار وراع اهـ ... ـل الحق فانحدوا إلى الأسوار

لمَّا رأى الكفَّار سوراً خاليًا ... وهويَّ برجٍ ساق منهار

صعدوا إليه رافعين لواءهم ... قصَّاد قتل الزُّمرة الأبرار

لجات إلى دار الهمام إمام ديـ ... ـن الله آلافٌ من الأخيار

فأجارهم ووقاهم في داره ... قاض لحقِّ إجارة وجوار

وأطاب قلبهم بطيب وعده ... إذ قال احميم أنا في داري

فحماهم يومًا وليلاً كاملاً ... عن ناب قوم كالكلاب ضواري

/ ٤١ ب/ وغدا الثلاثة إستداروا حولها ... كأحاطة الهالات بالأقمار

فسماء غيث الَّهم تمطر دراه ... مطر السما بالصَّيِّب الممطار

وعلا ليمنعهم أعالي داره ... فلهم تيسَّر فتح باب الدَّار

دخلوا وقد ظفروا به في داره ... فلهم تيسر فتح باب الدَّار

قتلوا جميعهم بأدنى لحظةٍ ... ما من مجير عندهم ومجار

وقال أيضًا: [من الكامل]

رحل الشباب وما اعتبرت من العبر ... وأتى المشيب وما انتبهت على الكبر

وأخو الصِّبا تصفو مشارب عيشه ... وإذا تزعزع شانها شوب الكدر

أين الطَّراوة والطَّلاوة والصِّبا ... هيهات منك أعارها جيش القدر

أوما رأيت الغصن عند ربيعه ... يحلو بزينة زهره فوق الشَّجر

حتى يغيَّره خريف خريفه ... عن حاله بيد الحوادث والغير

<<  <  ج: ص:  >  >>