للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

/٨٠ أ/ فكيف لا أشكر مولًى منعمًا ... ملأت من نائله غرائري

قد كملا صفاته في ذاته ... وفاق بالأصل الشَّريف الطَّاهر

دم ملكًا على الزَّمان حاكمًا ... بقدرة الملك القديم القادر

ما لاحا النُّجوم في جنح الدُّجى ... وما بدا الصُّبح لعين النَّاظر

[٤٤]

أحمد بن جعفر بن أحمد بن محمد بن الحجاج، أبو العباس بن أبي محمد الواسطيُّ، المعروف بابن الدُّبيثيِّ.

وهو ابن عمِّ أبي عبد الله محمد بن سعيد الدُّبيثيِّ الواسطيِّ "صاحب المذيّل" الذي ذيّله على أبي سعد السمعانيِّ.

كانت ولادة أبي العباس سنة ثمان وخمسين وخمسمائة. وتوفي مستهل جمادى الأولى سنة إحدى وعشرين وستمائة. وكان ضامن البيع بواسط، والناس يسيئون الثناء عليه؛ لأنه كان غير محمود السيرة في ولايته.

سمع الحديث من أبي طالب محمد بن علي الكتانيّ، وكتب عنه جماعة. وكان عارفًا بالأدب شاعراً فاضلاً /٨٠ ب/ حسن الشعر، وديوان شعره كبير يحتوي على أصناف المدح والهجاء والغزل والنسيب وشرح رسالة أبي العلاء المعري المعروفة بالأغرضية.

أخبرني أبو عبد الله محمد بن سعيد الدّبيثي الواسطي، قال: أنشدني ابن عمي أحمد بن جعفر لنفسه –وهو مما عمله بدمشق-: [من البسيط]

يا بين روّعت بالبعاد وكم ... قد بات قلبي والأسى يروِّعه

يا دهر كم لك من جمع تبدَّده ... للعاشقين ومن شعب تصدِّعه

<<  <  ج: ص:  >  >>