للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كنت أشكوك الحوادث برهةٌ ... واستمرض الأيَّام وهي صحاح

إلى أن تغشَّتني وقيت حوادثٌ ... تحقِّق أنَّ السَّالفات منائح

[٤٥٣]

عليُّ بن مسلم بن كاملٍ/ ٢٧٥ أ/ أبو الحسن الموصليُّ، العدل.

كان قد قرأ شيئاً من العلم، وقال شعراً كثيراً، أدركت آخر أيامه، وهو شيخ مسنّ بالموصل، يكتب بها الشروط بالأجر، ولم آخذ عنه شيئاً.

رأيت من شعره قصيدة؛ أنشدنيها بعض المعارف، يمدح بها القاضي محيى الدين أبا محمد حامد بن محمد بن عبد الله الشهرزوري: [من الكامل]

عج بالقلوص على المحلِّ الماحل ... وسل الطُّلول عن الخليط الرَّاحل

واستوقف الأطلال ربة وقفة ... جادت على الصَّبِّ الكئيب بنائل

واسكب دموعك في عراص أقفرت ... وعفت معالمها كجسمي النَّاحل

واستبدلت من كل َّ ريمٍ آنسٍ ... حال باخر نافرٍ بعاطل

ماذا يؤمِّل مجتد من مانع ... رفدّاً ويرجو طالبٌ من باخل

يا عاذلي لو كان عندك بعض ما ... يلقاه قلبي كنت عاذل عاذلي

كفَّ الملام فما أصيخ للائم ... ما ذاق طعم هوّى غبيٌّ جاهل

من منصفٌ لي من ظلوم حاكم ... أو آخذٌ لي من مليٍّ ماطل

غرث في بحر الغرام بمهجتي ... أبغي رضاه فما حصلت بطائل

أنا بين أعطاف تميس وأعين ... ترنو قتير بواتر وذوابل

وأهيم من وجديٌ عليه فمن رأى ... يا قوم مقتولاً يهيم بقاتل

/ ٢٧٥ ب/ يرمي القلوب بأسهم من لحظة ... وكأنّ مقلته كنانة نابل

قد بلبلت البابنا الحاظه ... فكأنَّ سحر جفونه من بابل

وكأنَّ قسوَّة قلبه من يذبلٍ ... وكأنَّ حسن قوامه من ذابل

سقمي من الطَّرف السَّقيم وادمعي ... سالت على ذاك العذار السَّائل

أخفقت حين نصبت أشراكي له ... فاعتاق قلبي حين فات حبائلي

<<  <  ج: ص:  >  >>