للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فنمَّت به جرس الحليِّ عياده ... وطيب رداء فاعترته النَّواشق

فأهلاً به طيفٌ سرى بعد هجعةٍ .. كما لاح في طيِّ السَّحابة بارق

وأنشدني أيضًا من شعره: [من الطويل]

تعرَّض وهنا والرِّكاب هجود ... خيالٌ به عهد المزار بعيد

سرى من زرود بعد يأس ودونه ... من الأرض بيد للمطيِّ تبيد

تخطَّى إلىَّ النَّائبات فليته ... يعيد لبانات الهوى ويعود

وليت الدُّجى يمتدُّ طولاً كهجره ... ولم يبد للصبح المنير عمود

فلم يبق في المشتاق غير حشاشة ... لنار هوًى بين الضُّلوع وقود

وخافت أنفاس يصعِّدها الأسى ... عليها عظامٌ نحَّلٌ وجلود

جرى دمعها دمعًا وغاض كلامها ... فليس على هذا السَّقام مزيد

وأجحد أنِّي بالصَّبابة مولعٌ ... وهل نافعٌ للعاشقين جحود

وأنشدني لنفسه: [من الطويل]

أهاج الهوى العذريَّ برقٌ تبسَّما .. بدا كغرار السَّيف وهنا على الحمى

سرى خافقًا واللَّيل مرخ ستوره ... على ما حوته الخافقان مخيِّما

/٢٢٤ أ/ بذكرني لمياء لم أنس عهدها ... على ما خلا من وصلها وتصَّرما

وما شعفي بالبرق لو لم أظنُّه ... وقد راقني ثغرٌ لسعدى توهُّما

أرقت له لكن أرقت مدامعًا ... تجرَّعتها ماء فأجريتها دما

وبتُّ أودُّ الطيف لو بات زائرًا ... ومن لي بمسراه إذا الرَّكب هوَّما

ومن لي بجرعاء العقيق وجيرة ... تجرَّعت لمَّا قوَّضوا العيش علقما

عدمت وقد بانوا الكرى وتجلُّدي ... ولا خير في عيش لمن كان معدما

<<  <  ج: ص:  >  >>