-صلى الله عليه- من الآيات: [من الطويل]
لك الحمد يا الله والشُّكر دائبًا ... كثيرًا على كلِّ الَّذي أنت فاعل
وسبحانك اللَّهم أنت هديتني ... لنظم به تزهو لعمري المحافل
مننت بنظم في الحبيب محمَّد ... فمن بترحالي فقلبي راحل
وهبني أصحابًا كرامًا أعفَّةً ... لهم قدمٌ في الجدّش والعزم طائل
/٢٢٦ ب/ تشدَّ بهم أزري فإنِّي مدنفٌ ... حليف اشتياق للرسول وناحل
ألا ليت شعري هل أزور محمَّدًا ... أم اعتال موتٌ دون ذلك حائل
لعمري لئن طال المقام ولم أزر ... بلادًا بها بدر الهداية كامل
لأيقنت أنَّي بالذنوب مقيَّد ... وأني عن الإرشاد والخير غافل
توسلت للرحمن لا ربَّ غيره ... بخير الورى طرأ وأنِّي سائل
بمن نبع الماء القراح بكفِّه ... بمن أورقت فيه الغصون الذَّوابل
بمن وجهه يزهو على البدر في الدُّجى ... بمن جمعت حقًا لديه الفضائل
بمن كلَّمته الشَّاة وهي سميطةٌ ... وذلَّت له أسد الشَّرى والمقاول
بمن حنَّ جذغ النَّخل شوقًا لصوته ... وأخصب النَّاس إذ هو ماحل
بمن كلَّم الضَّبَّ البهيم حقيقة ... بمن كلَّمته الجامدات الجنادل
بمن أخبر الكهَّان دهرًا ببعثه ... بمن بشَّرت حقًأ بذاك الأوائل
بمن ارتجي في الحشر منه شفاعة ... نعم والرِّجال الصَّالون الأفاضل
بمن خصَّه الرَّحمن بالنَّصر في الوغى ... وذلَّت له ياصاحبيَّ الجحافل
فذاك الذي أسرى به الله ليله ... إلى المسجد الأقصى فما إن يساجل
وذاك الذي قد كلَّم الله ربَّه ... إذ أسرى به حقًا وما هو باطل
/٢٢٧ أ/ وذات الذي جاء بالنور والهدى ... وذاك الذي تزجى لديه الرَّواحل
وذاك رسول الله يا صاح أحمدٌ ... وذاك الَّذي تطوي إليه المراحل
وذاك الذي من أجله الشَّمس أشرقت ... ولاح هلال الدِّين أو هو آفل
توسلت يا ربِّي إليك بفضله ... فأنت الَّذي ترجى لديك الوسائل
فما أبلغ .... من عشر فضله ... فإنَّ لساني بالمآثم عاطل
لتغفر زلاَّتي وترحم ذلَّتي ... فإنِّي أنا العبد الضَّعيف المواصل