للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأن دموغي من لماك مجاجةٌ ... فما راق لي مذ ذقته غير شربه

ومعتدل أغناه عن مل رمحه القوام وغنج الطَّرف عن سلِّ عضبه

أودُّ لخدِّي أن يكون ترابه ... إذا مرَّ يثني عطفه بين تربه

ولما اعتقنا للوداع بحاجر ... وقد أزمع الحادي المسير بركبه

تمنَّيت لو أجدى التَّمنِّي وقفةً ... أشاهد قلبي كيف يقضي بنحبه

ونشر يضوع المسك من نفحاته ... يخبِّر عن بان الغوير وكثبه

شكوت إليه ما أجن فرق لي ... فيا برد مسراه وطيب مهبه

ألا إنَّ بالجرعاء لو تعلم الصَّبا ... لأكرم من هام الفؤاد بحبِّه

سلامٌ على الوادي الَّذي تسكنونه ... وإن كنت لا أحظى بساكن شعبه

كأنَّ وميض البرق من هضباته ... تعمَّد قلبي فاستطار بلبه

وأنشدني أيضًا قوله: [من الكامل]

أنا والأحبَّ منجدٌ مغوِّرٌ ... فعلام لا أحنو ولا أتذكر

/٢٤٢ ب/ لبكاي هذا اليوم صنت مدامعي ... وكذا العزيز لكلِّ خطب يذخر

يا ساكني وادي العقيق فدتكم ... عين مدامعها عقيق أحمر

بنتم فما استعذبت بعد حديثكم ... لفظًا ولم يحسن لعيني منظر

ليت اللَّيالي بالحمى رجعت لنا ... ولها من ... ما تخبر

وصبًا تأرَّج نشرها من حاجرٍ ... أنفاسها كالمسك بل هي أعطر

وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الطويل]

بنفسي وروحي ذلك العارض الَّذي ... فدا عنبرًا فوق السَّوالف سائلاً

دري خدُّه أنِّي أجنُّ من الأسى ... فأظهر لي قبل الجنون السَّلاسلا

وانشدني قوله أيضًا: [من الكامل]

ومهفهف من شعره وجبينه ... يغدو الورى في ظلمة وضياء

لا تنكروا الخال الَّذي في خدِّه ... كلُّ الشَّقيق بنقطةٍ سوداء

<<  <  ج: ص:  >  >>