للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

/٢٥٤ ب/ قال أبو الحسن القطيعي، أنشدني أبو الفرج الفتح بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد السلام لنفسه، وكتب بها إلى المستضيء بأمر الله. يستقيل من خدمته بالتركات: [من البسيط]

يا ابن الخلائف من آل النَّبي ومن ... يفوق علمًا ونسكًا سائر النَّاس

يا مستضيئًا بأمر الله مقتديًا ... يا خير مستخلف من آل عبَّاس

يا من إذا رمت أمرًا عزَ مطلبه فاجابه منعمًا من غير إحباس

وإن دجى زمني في مقلتي أملي ... سعيت من جوده فيه بمقياس

أشكو إليك معاشي إنه كدرٌ ... ما بين ناعٍ وحفَّار لأرماس

مذ صرت فيه جغاني النَّاس كلُّهم ... وأنكرتني تصاريفي وأجانسي

إذا مررت بقوم ساءهم نظري ... كأنَّني أعورٌ والبوم جلاَّسي

يذمُّني منهم من لم ألمَّ به ... يقول بالظَّن: هذا قلبه قاسي

تأتي إليَّ صباحًا كلُّ ناحيةٍ ... يضيق من كربها صدري وأنفاسي

فآه من حالتي، ضرٍّ بليت بها ... سواد بختي وشيب الشَّعر في راسي

وبحر جودك ينجيني وينقذني ... من بحر همٍّ وأفكار ووسواس

/٢٥٥ أ/ بقيت مالك اهل الأرض قاطبة ... تفني الإادي شديد البطش والباس

في دولة وهب الله الخلود لها ... كأنَّ أيامها أوقات أعراس

وكتب إليه أيضًا في المعنى: [من الوافر]

إمام العصر يا خير البرايا ... تهنَّ بمقدم العام الجديد

تهنَّ به فقد وافى ببشرى ... لملكك بالتَّأبد والخلود

وإن كان الهناء به حقيقًا ... إذا ماكنت ذا عمر مديد

رماه الحظُّ في التَّركات رغمًا ... بلا رزق ولا عيش رغيد

يصبِّح كلَّ يوم بالرَّزايا ... ويلعن لعن عادً أو ثمود

بقيت على الإمامة والرَّعايا ... بقاء النَّجم في فلك السُّعود

<<  <  ج: ص:  >  >>