للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"بكتاب اللباب في الأنساب"، وكتاب نقله في ترجمة أخبار ملوك العجم خمس مجلدات عمله للملط المعظم عيسى بن أبي بكر.

لقيته بدمشق في سنة أربعين وستمائة، فرأيت منه رئيسًا كافيًا، وحبرًا كاملاً –فأكرمني وأفضل عليّ وأحسن إليّ، فبلّغه الله تعالى امنيته، وهو أحد الكتاب المترسلين بدولة الملك الصالح أبي الفداء إسماعيل /٢٦٠ ب/ بن أبي بكر بن أيوب.

وأنشدني لنفسه في أواخر ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وستمائة، وقد نزل تبوك: -[من البسيط]

لمَّا نزلنا تبوك انتابني طربٌ ... حتَّى لقد خلت بي مسّاً من اللَّمم

فظلت ألصق خدِّي بالثَّرى كمدًا ... وأمتري منشدًا من دمعي السَّجم

لم لا أدوس برأسي ترب منزلة ... قد ادسها خير خلق الله بالقدم

يا أرض طيبة لازالت مرفرفة ... عليك أجنحة الانواء بالدِّيم

لله تربك أنَّى ضمَّ في جدث ... بحر الفضائل والإفضال والكرم

جعلت هالة بدر يستضيء به ... أهل البسيطة من عرب ومن عجم

لو استطاعت بلاد الأرض أجمعها ... سعين نحوك للإجلال عن أمم

وأنشدني لنفسه، وقد أراد أن يزور النبي –صلى الله عليه وسلم- من الشام فلم يقدّ {له ذلك في تلك السنة:

إشتقت طيبة أعوامًا فإذ قربت ... منذِي مسالكها أقصاني القدر

وكنت كالحائم الحيران حين دنت ... منه موارده اودى به الصَّدر

قد كدت أدرك صفو العيش مغتبطًا ... لكن أبى ذاك دهرٌ كلُّه كدر

/٢٦١ أ/ وقال فيه –صلى الله عليه وسلم- وأنشدنيه: [من الطويل]

نبيَّ الهدى لولا علائق شقوة ... علقن بذيلي ما تركت مزاركًا

نعم عفوك الفضفاض ضاف إزاره ... فأسبل على التَّقضير مني إزاركا

وأنشدنيه حين تشرف بزيارة إبراهيم الخليل –صلوات الله عليه- سنة سبع عشرة وستمائة: [من الطويل]

أيا رافعًا للحقِّ شمَّ قواعدٍ ... بها شاد من أركان بنيانه الدّين

<<  <  ج: ص:  >  >>