للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

/٢٩٥ ب/ وكأنَّ الرُّعود أرزام نوق ... فصلت دونها بنات المخاض

أو صهيل الجياد للملك الظَّاهر تسري بالجحفل النَّهاض

وقال أيضًا؛ وأنشدنيها المولى القاضي الإمام بهاء الدين أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن سعيد بمحروسة حلب –أيده الله تعالى-: [من الطويل]

فوا أسفا مات الكرام وعطِّلت ... شرائع سنَّت للعلا والمكارم

ولم يبق من رسم النَّدى وطلوله ... سوى ذكر من عهده المتقادم

سأندبه ما عشت جهدي وإن أمت ... أقمت بأشعاري صفوف المآتم

وله قصيدة يمدح بها: [من البسيط]

جد الصِّبا في أباطيل الهوى لعب ... وراحة اللَّهو في حكم النُّهى تعب

وأقرب النَّاس من مجد يؤثِّله ... من أبعدته مرامي العزم والطَّلب

ةقارها كظلام اللَّيل حاملة ... أهلَّة طلعت من بينها الشُّهب

منقضَّة من سماء النَّقع في أفق ... شيطانه بغمام الدِّرع محتجب

وأسودَّ وجه الضُّحى ممَّا أثار به ... وأشرق الأبيضان الوجه والنَّسب

/٢٩٦ أ/ في موقف يسلب الأرواح سالبها ... حيث المواضي قواض والقنا سلب

لا يرهب المرء ما لم تبد سطوته ... لولا السِّنان استوى الخطِّي والقضب

إنَّ النُّهوض إلى العلياء مكرمة ... لها التذاذان: مشهود ومرتقب

والملك صنفان: محصول وملتمس ... والمجد نوعان: موروث ومكتسب

والنَّاس ضدَّان: مرزوق ومحترم ... تحت الخمول ومغصوب ومغتصب

والطَّاهر النَّفس لا ترضيه مرتبة ... في الأرض إلاَّ إذا انحطَّت له الرُّتب

والفضل كسب فمن يقعد له نسب ... ينهض به الأفضلان: العلم والحسب

لله درُّ المساعي ما استدرُّ بها ... خلف السِّيادة إلاَّ أمكن الحلب

وحبذا همَّة في العزم ما انتدبت ... لمبهم الخطب إلاَّ زلَّت الحجب

وموطنا يستفاد العزُّ منه كما ... أفادت العزَّ من سلطانها حلب

<<  <  ج: ص:  >  >>