للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخراسانيين في معرفة الجدل والمناظرة".

أنشدني أبو المعالي من شعره، ونقلته من خط يده: [من البسيط]

اسعد بدير سعيد أيُّها السَّاقي ... وامزج وخذ وأعطني من غير اشفاق

من خندريس كأنِّي حين أشربها ... ملسوع همٍّ تحسَّى كأس درياق

نار ولكنَّها للماء عاشقة ... تزداد من وصله ضوءاً بإشراق

شجَّت فألبست السَّاقي بصبغتها ... ثوبًا وألبسنيه ذلك السَّاقي

تجري الكؤوس ولا تجري محاثة ... مع الَّذي زاد في همِّي وأشواقي

لم أقض في عمري الماضي هوى حلب ... يا ليت شعري فهل أقضيه في الباقي

وذي قوام تثنَّى في غلائله ... مثل القضيب تثنَّى بين أوراق

نظمت من غزلي في حسن صورته ... عقداً تقوم به الدُّنيا على ساق

يا عقرب الصُّدغ في الخدِّ الأسيل أما ... لمن لسبت شفاء منك أوراقي

ونقلت من خطّه قوله: : ٣٠٢ أ/ يمدح تاج الدين محمد بن الحسين الأرموي بحلب وأنشدنيه: [من الكامل]

لو كان ينفع عاشقًا تذكاره ... لخبت من القلب المعنَّى ناره

زمن الحمى لا جاد غير حماك لي ... دمع ولا بلَّ الثَّرى مدراره

أين الشُّموس المشرقات لدى الضُّحى ... حسنًا وهن من الدُّجى أقماره

النَّاسيات نفوسهنَّ وإنَّما ... أودى بهنَّ من الشَّباب خماره

لا غرو أن حنَّ الغريب صبابة ... وتزايدت لفراقه أوطاره

متقسَّم الأحشاء لا أوطانه ... هذي البلاد ولا الدِّيار دياره

ومهفهف كالغصن تعطفه الصَّبا ... وسنان أسكر طرفه خمَّاره

يا مسعدي علامة في حبِّه ... جهلاً وفي إسعاده إقصاره

لو لم أجد عذراً صحيحًا في الهوى ... لو في بعذري في هواه عذاره

<<  <  ج: ص:  >  >>