للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسن الشعر رقيقه، جيّد الألفاظ والمعاني.

أنشدني أبو القاسم بن أبي الفرج بن أبي منصور البعقوبي المغربي، قال: أنشدني أبو القاسم بن أبي حامد الخريمي لنفسه: [من الطويل]

إذا ما خلا طفُّ الجنينة منكم ... فلا أخضرَّ واديها ولا فاح طيبهما

ولا جادها قطر السمَّاء ولا اكتسى ... من الورق الصَّافي العميم سكيبهما

ولا حركت ريح الصَّبا شجراتها ... ولا ناح في أغصانها عندليبها

وكنَّا نراها أطيب الأرض منزلا ... فبان بعيني مذ نأيتم عيوبها

وصحَّ لنا قول الَّذي قال قبلنا: ... (هوى كلِّ نفس حيث حلَّ حبيبها)

[٥٩٧]

أبو القاسم بن محمد بن فتيان الموصليُّ.

كان بعد الستمائة كما أخبرت، يقول في غلام محموم: [من البسيط]

قالوا: به حرُّ حمَّى أعقبت ألمًا ... فبات منها سليم القلب مكتئبا

/٣١٣ أ/ فقلت: نفسي الفدا ممَّا يحاذره ... لأنَّني كنت فيما ناله سببا

قبَّلت فاه وأنفاسي بها شرر ... تزداد من زفرات في الحشا لهبا

ثمَّ اعتنقنا فأعداه على عجل ... حرُّ الجوى من ضلوعي فاشتكى الوصبا

حاشاك يا محرضي ممَّا تحاذره ... فقم بنا اليوم نقضي في الهوى أربا

[٥٩٨]

أبو القاسم بن أبي جعفر بن عطية، الوزير الكاتب.

حدثني شيخ الشيوخ بن حمويه، قال: أبو القاسم هذا كان كاتبًا للشيخ أبي محمد عبد الواحد بن عمر. وكان أحد أشياخ الموحدين. وأركان دولتهم.

رأيته بمراكش وهو يتولى أكثر أموره، وإليه الترسل والإنشاء في كتاب رقاعه ودرجه، وولاية نفقات دخله وخرجه، وهو المستولي على أمره والمستودع لسرِّه، وله كتابة حسنة، ورسائل وجيزة وأشعار يسيرة. وكان من ذوي المروءات والهيئات، ومن المسارعين إلى إغاثة الملهوف، وقضاء الحاجات.

<<  <  ج: ص:  >  >>