للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنشدني أبو المحاسن ابن الشواء لنفسه: [من الكامل]

لاح الصباح فغنت الأطيار ... وتمايلت طربًا لها الأشجار

والبان مطلول الفروع كأنما ... في كل غصن منه موسيقار

وتنفست ريح الصبا فصبت لها ... روح الغدير فصفق التيار

والأرض قد راض الربيع شماسها ... وأزال فرط ذرارها آذار

وتلفعت أطرافها بمطارف .. خضر تنمنم وشيها الأزهار

والنهر أحوى الشاطئين كأنه ... خد أحاط بصفحتيه عذار

قم يا نديم فقد بكى راووقنا ... ولنا بفرط قطوبه استبشار

وتملها من قبل شيبك نعمة ... فمع الشبيبة تحسن الأوزار

وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الخفيف]

إسقني الراح كل يوم خميس ... بين مرد شماس وقسوس

من شمولٍ بكأسها جمع الشمـ ... ـل وتنسيك كل هم وبوس

لو أطاقت نطقاً عزت صاحب الديـ ... ـر أبًا عن أب إلى إدريس

عتقت في دهانها حقبًا ثم ... تلاشت إلا بقايا نفوس

صفت في إنائها فهي لا تد ... رك حسنًا كسائر المحسوس

يا خلي العذار سلني عن اللهـ ... ـو وهاك استمع بلا تدليس

شرح علم في القصف لو كان فقهًا ... لتصدرت فيه للتدريس

قد رويناه عن مشائخ ذا الفـ ... ـن بإسنادهم إلى إبليس

وأسقنيها على غنا جاثليق الـ ... ـدير من راحة ابنة القسيس

قمرتني عقلي وقد رمقتني ... عن جفون دعج اللواحظ شوس

حكمت في مثلما حكمت في الـ ... ـعقل بالجور سورة الخندريس

في ندامى من النصارى إذا لا ... ح سناها خروا لها كالمجوس

علقوا فوق دنها الصلب تعويـ ... ـذً وقد ألبسوه لبس القسوس

فتراهم ليلًا يضجون بالتسـ ... ـبيح من حوله وبالتقديس

حبسوه للخوف للخوف أن تقع العيـ ... ـن عليه في رأس دير الحبيس

<<  <  ج: ص:  >  >>