للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخلت ذا في خده حية ... تسعى وهذا عقربًا واقفه

ذا ألف ليست لوصلٍ وذا ... واو ولكن ليست العاطفة

وأنشدني أيضًا يصف الغلمان الصباح الوجوه، الذين بقلعة حلب، عند إيقاد النيران ليلة الميلاد حين يرمون بالنشاب، ويجعلون في رؤوسها النار: [من الخفيف]

رب مرد شبهتهم ليلة الميـ .. ـلاد لما ارتموا وأذكوا سعيرًا

ببدورٍ عن الأهلة ترمي ... بنجومٍ تمدها الشمس نورًا

وقال أيضًا: [من البسيط]

يا من حداني على قتلي تمنعه ... وضرني بتماد ليس ينفعه

انظر إلى ولهي لطفًا بعين رضا ... فالحر مثلك أدنى القول يخدعه

ما بان راوي حديث السحر حي بدا ... عن ناظريك إلى هاروت يرفعه

رفقًا بمضنى سهام اللحظ ترشقه ... إذا رآك وأفعى الصدع تلسعه

لو زاره طيفك المزور عن ملل ... في النوم لم يدر ضعفًا أين موضعه؟

لم يخل في الحب من خل يعنفه بالعنف فيك ومن لاحٍ يقرعه

يخفي هواك من الواشي وقد نطقت ... عن وجده بلسان الحال أدمعه

ما أبعد الصبر والسلوان من دنف ... يروم قربك والأيام تمنعه

يزوره منك طيف ما تقدمه ... وعد ويرحل عنه لا يودعه

وقال أيضًا:

لو كنت شاهده والحزن يرعفه ... من ناظريه وحمل الحب يضعفه

والعيس قد ثورت والحي مرتحل ... وقد طغى الوجد حتى كاد يتلفه

واليأس يطويه والآمال تنشره ... لها لطرفك يوم البين موقفه

يا غاثبون ارحما من ذل حين رأى ... فرط الخضوع لكم مما يشرفه

صب أقرت بسر الحب أدمعه ... طوعًا وأثبت دعواها تلهفه

نديمه همه والنوح مطربه ... والحزن والدمع ساقيه وقرقفه

<<  <  ج: ص:  >  >>