للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقرأ: {إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرًا} ".

قال الشيخ: وكتب إليه أيضًا من الإسكندرية متشوقًا، أو شافعًا، ومقصودي ذكر فضله، ونشر ذكره، لا وصف ما وصفني، ثناء على حسن ظنه، لا على حقيقة الحال؛ صدرها بهذه الأبيات وهي له: [من الطويل]

سلام كأزهار الربيع نضارة ... وحسنا على شيخ الشيوخ الذي صفا

ولو لم يعقني العذر عن قصد ربعه ... سعيد كما يسعى الملبي إلى الصفا

ولكن عداني عنه دهر مكدر ... ومن ذا الذي واتاه في دهره الصفا

أصدرت هذه اللمعة والشوق إلى خدمته مستعر اللهب، وأدعيتي في ضمن ذلك متتابعة الأوراد والنوب، ولست أرى الإغراق، في إيضاح ولائي الذي راق، لتحققي إحاطة المعرفة الكريمة بعقائد أولى الوفاق، والله سبحانه، يوفقني لشكر ما منحته من جميل ولائه ووداده الذي خلصا لي بغير استحقاق.

وهذه التحية تصل على يد فلان، وهو أعز أهلي وأخلائي، ولاؤه للشيخ السيد فلان كولائي، وما فتئ منذ حظي باجتلاء محاسنه الباهرة، واختبار أخلاقه الطاهرة، من قلادة صحف الثناء المحبر، والإطناب فيما برز فيه على مادح كتب وعبر. وقد قصد الخدمة، ويا ليتني كنت معه! ، وأحفظني الأيام بما أخطت مرآه ومسمعه؛ على أني وإن كنت .... ، فلست من درك الأمل قانطًا: [من الطويل]

(فقد يجمع الله الشتيتين بعد ما ... يظنان كل الظن ألا تلاقيا)

وقد قصد ذلك الربع المعمور، والرباط الذي هو قبلة لمجد المشهور، وكفلت له عني السيادة بأن يتلقى بالترحيب والتأهيل، ويمد بالمساعدة المفضية به إلى درك التأميل".

<<  <  ج: ص:  >  >>