للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في البلاغة، وغير ذلك.

وأقام هناك إلى أن دخل التتر- لعنهم الله تعالى- البلاد، فقتلوه في جملة من قتلوا وذلك في شهر رجب سنة سبع عشرة وستمائة.

أنشدني أبو عبد الله محمد بن سعيد الواسطي قال: كتبت إلى أبي عبد الله الزهري، حين قدم بغداد بهذه الأبيات: [من الطويل]

إذا عد أهل الفضل والعلم والخبر ... فحي هلا بالحافظ العالم الزهري

فتى جمع الآداب والنسك والتقى ... وفاق بني الأيام في النظم والنثر

وأتقن علم النقل عنء كل حافظ ... وأسن ما يرويه عن ثقة حبر

لقد شرفت بغداد إذ حل أرضها ... وتاهت به فخرًا على الأنجم الزهر

وزاد به فخرًا فتل ظل خدنه ... ولاذ به يومًا وإن قل في الدهر

قال: فكتب إلي عن هذه الأبيات جوابًا على وزنها وقافيتها: [من الطويل]

أيا فاضلاً فوق السماكين قدره ... إذا عد أهل الفضل والعلم والخبر

أتتني من أبكار فكرك خرد ... متى ضل سار في الدجى فبها يسري

نظمت بها الدر النيثر فأصبحت ... لها قيمة أعلى وأغلى من الدر

فأنت إمامٌ للجميع مبرز ... تفوق جميع الناس في النظم والنثر

تقدس إذ شرفته عبد نعمة ... بحي هلا بالحافظ العالم الزهري

لأنك ميمون الطليعة ماجدٌ ... وحبرٌ نبيلٌ عالمٌ أيما حبر

لقد شرفت كل البقاع بقربكم ... وسدتم بني الأيام في البدو والحضر

<<  <  ج: ص:  >  >>