للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تولّى افتخار الدين عنّا فغمّنا ... فلمّا تولى تاجه أقلع الغمّ

لئن كلم الدهر القلوب بفقده ... فبالتاج زال البؤس واندمل الكلم

نجوم المعالي آل هاشم كلّما ... تصوب نجم للأفول بدا نجم

توخّاهم قاضي القضاة بهّمة ... بها أبدًا ماوال ينكشف الهمّ

وقال في غرض له: ] من البسيط [

ليس الهجاء- أبين اللعن- من شيمي ... ولا السفاهة من قولي ولا القذع

لأنني إن هجوت النذل أرفعه ... وإن هجوت كريم الناس أتّضع

وقال يمدح الكمال بن أبي جرادة الكاتب الحلبي: ] من الطويل [

إذا جال فكري في الكمال وجدته ... سماء معال والمناقب زهره

وإن نظرت عيناي منسوب خطه ... توهمته روضا تدبج زهره

وحدثني القاضي الإمام أبو القاسم عمر بن أبي الحسن بحلب- أسعده الله تعالي- بمنزلة المعمور في شهر ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين وستمائة، قال: كنت يومًا عند شيخنا أبي هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي- رحمه الله- لسماع الحديث، وقد جاءه الشريف أبو هاشم أحمد بن محمد الصالحي الحلبي ومعه رقعة فيها بيتان من شعره، وأنشدهما شيخنا أبا هاشم المذكور، وأنا اسمع والبيتان: ] من الكامل [

من ود أن عدوه أعمي فلي ... ود بأن له عيونًا أربعا

ليرى كما لي باثنتين ونقصه ... بالأخريين فلا يزال مروّعا

فسألت شيخنا أبا هاشم عنهما، فقال: هما للشريف أبي هاشم، وأنا اقترحت عليه هذا المعني، فإنه معنى أحفظة في شعر الفارسية.

ثم اجتمعت بعد ذلك بالخطيب أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الحلبي، فأخبرني أن شيخنا أبا هاشم عبد المطلب بن الفضل اقترح عليه هذا المعني، فنظمه وأنشدنيه لنفسه: ] من المسرح [

يا من تمنى العمى لحاسده ... ليت حسودى بأعين أربع

تنتظر ثنتاهما إلي نعم الـ ... ـرحمن عندي ومجدي الأرفع

<<  <  ج: ص:  >  >>