شرف الدِّين بحر نعماك أضحى ... لجميع الورَّاد عذباً فراتاً
أنا ميتٌ وأنت عيسى ومن معـ ... ـجز عيسى أن يحيي الأمواتا
وأنشدني لنفسه ملغزاً، في فص النرد: [من البسيط]
وأسمر الجسم غرَّار يهام به ... مسدَّس الشَّكل فيه النَّفع والضَّرر
أفعاله قدريَّاتٌ فصاحبه ... لم ينجه منه في تصريفه القدر
وأنشدني لنفسه أيضاً: [من البسيط]
وقائل قم إلى رزق تحصِّله ... فقلت دعني فإنَّ الرِّزق مقسوم
ما كان لي سوف يأتيني فما لي والـ ... ـحرض الَّذي هو عند النَّاس مذموم
[٧٤٤]
محمَّد بن يحيى بن الفضل بن يحيى بن عبد الله بن القاسم بن
المظفر بن عليٍّ، أبو حامد بن أبي طاهرٍ الشهرزوريُّ الموصليُّ.
أخبرني أنه؛ ولد ثامن عشر شهر رمضان /١٩ ب/ سنة تسعين وخمسمائة. من أبناء القضاة المشهورين. وكان والده قاضي الجزيرة العمرية.
وهم أهل بيت أشهر من أن ينبه على محله في الجلالة والمكانة في العلم والجاه، وانتشر ذكرهم في الأقطار.
وأبو حامد تفقّه على مذهب الإمام الشافعي –رضي الله عنه- بالموصل وبغداد، ونظم شعراً كثيراً، فأجاد وأحسن. مدح الرؤساء والأمراء والملوك، وهو شاب جميل له رواء ومنظر، يتزيا بزيّ الجند؛ فيه لطافة، لقيته بمدينة السلام، متوجهاً [إلى] بيت الله الحرام- حرسه الله تعالى- سنة اثنتين وعشرين وستمائة.
أنشدني لنفسه، ما كتبه إلى المولى الرحيم، بدر الدنيا والدين، عضد الإسلام والمسلمين، نصير أمير المؤمنين –أدام الله سلطانه-: [من الوافر].