للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالمعالي ارتداؤه فله اللّـ ... ـه نصيرٌ وبالفخار اتِّشاحه

ضمنت كفُّه الأماني وقالت ... للبرايا: العافي عليَّ نجاحه

أيُّ باب للرزق أغلقه الدَّهـ ... ر وما كان عنده مفتاحه

كلَّما قلَّ ماله بالعطايا ... زاد من صدره الرَّحيب انشراحه

/٢٣ أ/ ولعمري أبو الفضائل ما يذخر ... مالاً صان العلا مستباحه

غيث جذب يسدي الأيادي نداه ... ليث حرب يردي الأعادي كفاحه

ما دجا ليل عثير النَّقيع إلاّ ... وأضاءت سيوفه ورماحه

نشر الجود عنه نشر ثناء ... أرج الأرض بالشَّذا نقَّاحه

فاللَّيالي والإنس والجنُّ والطَّيـ ... ر مع الوحش كلُّهم مدَّاحه

لم يدبر تدبيره الملك لا منـ .... ـصوره قبله ولا سفَّاحه

مستهامٌ بالبرِّ ما ألفت غيـ .... ـر شتات الكنوز بالبذل راحه

فإذا لامه على الرِّفد لاح ... زاد في بذله اللُّهى إلحاحه

مكرماتٌ قلب المآثر والمجـ .... ـد بها اليوم جمةٌ أفراحه

ملك الأرض دعوةً من وليٍّ ... لاح لمَّا إليك مال فلاحه

فو رأى الجوهريُّ أشعاره فيـ ... ـك لكانت قد أودعتها صحاحه

علَّمتني صفاتك الشِّعر حتَّى ... عذبت راحه وراق قراحه

فرفضت العلا ولا كنت يوم الـ ... ـفضل ممَّن يبينه فصَّاحه

إن حبست الثَّناء عنك إلى حـ ... ـين أرى جسمي الرَّدى يجتاحه

جدت لي بالنَّوال عفواً وإحسا ... نك كم عمَّ آملاً سحَّاحه

/٢٣ ب/ دمت للملك ما تغنَّت من الطَّيـ ... ـتر على الدَّوح عجمه وفصاحه

في سرورٍ قد قارنت غراراً تشـ ... ـرق منه طول المدى أوضاحه

وأنشدني لنفسه أيضاً، يمدح الصاحب الوزير شرف الدين أبا البركات المستوفي بإربل –رحمه الله تعالى-: [من الكامل]

لو كان طيفك زائري يا هاجري ... ما أسبلت صوب الدُّموع محاجري

لكن غرامي طال فيك وإنَّه ... لمَّا رأيتك رب طرفٍ قاصر

يا مالكاً رقَّ القلوب وباسطاً ... فيها ظلامة حاجبٍ أو ناظر

<<  <  ج: ص:  >  >>