للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد سبق ذكر والده في موضعه.

أخبرني والده؛ أن ولادة محمد كانت سهرة يوم الاثنين ثاني صفر سنة إثنتين وستمائة.

وهو من فتيان /٣٥ ب/ إربل، وأحد من إعتني بقول الشعر، تأدب على أبي عبد الله أحمد بن الحسين بن الخباز النحوي بالموصل. وأخذ طرفاً من فقه الإمام أبي حنيفة –رضي الله عنه-.

وهو شاعر، طويل اللسان، ذو إحكام في قوله وإتقان، يجيد معانيه في الهجاء، ويتصرف فيهنّ كيف شاء، سمح الخاطر منقاده، ذكي الطبع وقاده.

أنشدني لنفسه في الوزير الصاحب شرف الدين أبي البركات المستوفي –رحمه الله-: [من الكامل]

لا نال قلبي منكم ما أمَّلا ... إن كان يوماً من محبَّتكم سلا

وحرمت ما أرجوه من لقياكم ... إن حلَّ في قلبي سواكم أو حلا

أحبابنا عودوا إلى عهد الصِّبا ... وعدو بوصلكم المحبَّ المبتلى

وإذا بخلتم بالوصال فحمِّلوا ... ريَّاكم ريح الصَّبا والشَّمالا

حمَّلتم المشتاق أثقال الهوى ... لمَّا تبدَّى ركبكم متحمِّلا

وسفحتم دم أدمعي لمَّا غدا ... سفح الغوير لكم برغمي منزلا

من ذا يعيد ليالياً انفقتها ... سرفاً وعهد صبًّا مضى وتبدَّلا

علِّقتكم طفلاً فشيَّب لمَّتي ... طول التَّجنِّي والتَّجنُّب والقلى

/٣٦ أ/ رقُّوا لرقِّ حليف وجد ما عصى ... أمر الغرام ولا أطاع العذَّلا

واغنَّ معتدل القوام مهفهف ... منعته نخوة حسنه أن يعدلا

فتن الورى بجمالٍ وجهٍ ما بدا ... إلاَّ وكبَّرا من رآه وهلَّلا

وأغار غزلان الصَّريم تلفُّتاً ... وأعار أغصان الأراك تفتُّلا

<<  <  ج: ص:  >  >>