قامت قيامتهم ولم يك وقتها .... وأتالهم قبل الحساب عذاب
ما كان ذا إلا توهّم ما سعى ... بالنّصح وهو بنصحه كذّاب
"ما فاتهم في كلّ ما وعدوا به ... في الحشر إلا راحم وهّاب"
هذا البيت لأبي الفتح بن التعاويذي البغدادي مضمّن (١)
وأنشدني أيضا، قال: أنشدني نصر الله بن يوسف لنفسه: [من الكامل]
كم ذا أعلّل تجي أمل ... وقّف الرجاء ببابه الرّحب
وحدثني الأمير الكبير العالم ركن الدين أبو شجاع أحمد بم قرطايا بن عبد الله الإربلي – أسعده الله – من لفظه وحفظه بإربل، قال: كان /٥٥ أ/ لأبي الفتح نصر الله بن يوسف بن أبي الفتح الكناني صديق يهودي، فضمن من إنسان غريما ببدنه، فهرب ذلك المكفول إلى بعض البلاد، فطولب اليهودي به وبإحضاره، فعمل اليهودي محضرا، إن الغريم قد سكن في بلد رجل خارجي ولا يمكنه الوصول إليه، ولا يقدر على إحضاره، وطلب من ابي الفتح ومن جماعة أخر أن يضعوا خطوطهم بذلك، فوضعوا. فبلغ الديوان العزيز قصتهم فاعتقل أبو الفتح بهذا السبب. وكان بين [فخر الدين أبي الفضل أحمد خواندزه](٢) – ولد الوزير مؤيد الدين أبي الحسن محمد بن محمد بن عبد الكريم القميّ – وبين أبي الفتح معرفة، فكتب إليه بهذه /٥٥ ب/ الأبيات، وأنشدنيها الأمير ركن الدين عن قائلها ابي الفتح:[من الطويل]
أمولاي فخر الدين حلمك واسع ... وعدلك مبسوط وما زلت تنصف
ابن لي يابن الكرمين قضيتي ... فقد أشكلت والآمر عندك يعرف
ابيت وقد وكّلت بي والذي جنى ... ينام قرير العين لا يتكلّف
وما بيننا إلا يسي مودّة ... إذا ازدحمت بين المودّات تضعف
فقد ذكذرتني ليلتي بين شاعر ... شكا فيه من يشكو الصديق ويعطف
"وما ضرني إلا الذين عرفتهم ... جزى الله خير أكلّ من لست اعرف"