هجروا لم اجرع كؤوس فراقهم ... لو كان يسعف في الزمان إرادتي
يا سادتي كم تهجرون متيّما ... قاد الغرام بنفسه فانقادت
وقال أيضا: [من الرمل]
إنّ أحبابي يوم افترقوا ... بالحمى لم يعرفوا وجه الصّواب
أصبح العمر قصيرا بهم ... ضيّعوه بين عتب وعتاب
وقال أيضا: [من الكامل]
وبمنهجي من جاءني متعتّبا ... يشكو النّوى مغرورق الأجفان
والدّمع في خديه ينظم عقده ... كالطل فوق شقائق النعمان
وله أيضا: [من البسيط]
إني لمهد على أيدي الصّبا سحرا ... من التحايا كأنفاس الرّياحين
وكامن طول ليلي في مراصدها ... لعلها بنسيم منك تشفيني
/٥٩ ب/ وقال في مهذب الدين أبي القاسم بن الحسن وقد ىب من غيبته
[من السريع]
أهلا بهذا القمر القادم ... ومرحبا بالمطر السّاجم
قرت عيون الناس من مقدم الص ... در الكبير العادل العالم
مولى الموالي السيد المرتجي ... مهذّب الدين أبي القاسم
من يده عند احتباس الندى ... تختلف صوب المطر الدّائم
وبأسه عند احتدام الوغى ... يهشم أنف الأسد الهاشم
ووجهه عند ارتكام الدجى ... يكفي ارتطام الكوكب الناجم
ووجوده ظلّ بلا منّنة يسعى إلى القاعدة والقائم
وعدله بين الورى حارس ... وكّل باليقظان والنّائم
لو لم يلاحظني إقباله ... كنت صريع الزّمن العارم
أكرم قدري حين صادفته ... تكرمة المخدوم للخادم
وهزّ عطف الفضل لما رأى ... لفظي يجري درر الناظم