للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليلة جئنا حانة الحيّ عصبة ... كراما تضاهى في الكرام الكواكبا

وبتنا نرى أيدي السّقاة مشارقا ... لشمس مدام والشّفاه مغاربا

ويعلو خدود الشّرب بعد غروبها ... من الشفق المحمرّ مبد عجائبا

فأوجههم تحكي بدورا وقد بدت ... لنا بازغات والأكفّ سحائبا

وأغيد ممشوق القوام مهفهف .. يجرّد من جفنيه سحرا قواضبا

يميل على الندمان سكرا وينثني ... يغازلنا حتى قضينا المآربا

وقمنا ركبنا بعد مركوبنا المنى ... إلى ما يقرّ العين جردا سلاهبا

وأنشدني لنفسه من قصيدة أولها: [من الطويل]

ألمّت بنا واللّيل مرخى الذّوائب ... هلالية كالبدر بين الكواكب

ومنها في المديح:

فتى مهرت كفّاه في الجود والنّدى ... وكلّ لبيب ماهر في التّجارب

يبيت أناس في الخمول وهمّه ... لتبديد مال أو لجمع مقانب

له ثوب فخر يملأ الأرض ظلّه ... ثبوت ثبوت الرّاسيات الرّواسب

يجر على ظهر المجرّة ذيله ... فتعنو له أمّ النّجوم الثّواقب

يحدّث عن أخباره بنوادر ... ويخبر عن آلائه بعجائب

يقصّر عن إدراكها كلّ حاذق ... ويعجز عن إحصائها كلّ كاتب

وأنشدني لنفسه يصف النّار: [من المنسرح]

/١٠٣ أ/ كأنّما نارنا قد برزت ... تخال في حلّة من النّور

سلافة كالحريق صافية .. مشرقة من وعاء بلّور

أو قصبات من النّضار وقد ... ذرّ عليها سحيق كافور

وأنشدني له فيها أيضا: [من مخلّع بسيط]

ملت من البدر نحو خدر ... أضرمت ملء المكان نارا

فارتفعت السن عليها ... ترفع من وقدها شرارا

وعدت في حالتي سريعا ... لمستها ما وجدت نارا

<<  <  ج: ص:  >  >>