للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بشر بواعثه تنقّح خاطرى ... ... وندى يجود قريحتى فتجيد

ذلت حماة الشِّرك من سطواته ... وبه يعٌّز الدٍّين والتًّوحيد

فكأنًّما الأفلاك طوع مراده ... ... وله ملائكة السماء جنود

فالعزُّ حيث سيوفه مشهورة ... والنصر حيث لواؤه معقود

وله على مرًّ الزمان مناقب ... تسمو بأن يحصى لهنًّ عديد

فبفتح وان ويوم باشَّزاوفى ... بقعاء منيح مشهود

إذ عَّز الرٌّومىٌّ قال قرينه ... فى الذٌّل هذا ما لدىَّ عتيد

وبزاب إربل إذا غدت من بأسه ... تتثعلب الأقيال وهى اسود

وله على دمياط آيات لها ... أضحت ملوك الشِّرك وهى السجود

لما علا فرعون كيدهم سطا ... موسى بعزم للطغاة يكيد

لبسوا الحديد فذاب من سطواته ... فانصبَّ فى الأقدام فهو قيود

ملك يرى قصَّاده منه الغنى ... ويعزٌّ ما دحه به ويسود

/١٤٢ ب/ كم قاصد يغشاه وهو مؤمل ... فيعود وهو مؤمل مقصود

ويؤمٌّه ذو فاقه وخصاصه ... فيؤوب وهو على الغنى محسود

يانوق دونك والجريرة والغنى ... لا تسامى حيث المزار بعيد

فلدى إبن سيف الدين يلتمس الغنى ... والفضل جم عنده والجود

وعلىًّ عهد لا يروعك بعدها ... ... ابداً ذميل فى السرى ووخيد

إنى وقد أدنيتنا من مالك ... ... لنزيله فى كل يوم عيد

فكأنَّ هذا الدَّهر شخص لبسه ... من وشى أنعمه الجسامً برود

وبجيده من درِّ حسن صفاته ... حلى يزين قلائد وعقود

مولاى يا ملك الملوك وشمسها ... يا من بما تحوى يداه تجود

أنا عبد نعمتك التى أكنفتها ... ... يأوى إليها خائف وطريد

قد كان غصنى يانعاً من قربها ... حتى بعدت وجف منِّى العود

بضع وعشر سنين ساءت حالتى ... فيهنَّ إذا انا عن حمال بعيد

<<  <  ج: ص:  >  >>