وفتي تنقَّل في العلا حتِّي غدت ... وحش الفلا والطير بعض عياله
وغذا الوري أضيافه فيمرهم ... في سلمه أولاك يوم نزاله
أنت الذي أغنيتني وحميتني ... من صرف دهر كنت من اقتاله
فلشكرنك عبدك القنُّ الِّذي ... إفضال طولكً مخبر عن حاله
فتهنَّ بالعيد الَّذي وافاك يا ... خير الوري بالسَّعد من إقباله
واسلم ودم في نعمة وسعادة ... ما ناح قمري بأعلى ضاله
[٩٠٨]
يحي بن أحمد، بن يوسف بن أحمد، أبو زكريا الواعظ الحسني.
من أهل غرناطة.
ذكر الصاحب الوزير أبو البركات المستوفي في تاريخه - رحمة الله تعالى - وقال: ورد إربل وعقد بها مجالس الوعظ. وكان له من العامة قبول عظيم. وكان يجيء الناس أكثر مجالسة ويتكفَّفهم.
وصلة الفقير إلى رحمة الله تعالى أبو سعيد كوكبوري /١٨٣ أ/ بن علي [بن] بكتكين بصلة، وأراد السفر فأمر العامة أن يطلبوا من السلطان أن يقيم عندهم فأجابهم إلى ذلك في خامس جمادى الآخرة من سنة تسع عشرة وستمائة.
ثم قال: أنشدني لنفسه من قصيدة طويلة التزم في أثناثها الإتيان بكلمات منثورة ذكرها لي، تبين إنها كتبت بلون غير المداد، يقول فيها:[من البسيط]
يا دوحة البان من شرقيِّ كاظمة ... سقاك من عبوات السحب هتَّان
لساكنيك علينا خدمة ولناً ... عليهم بالوفا عهد وأيمان
كم أعذل القلب في تذكاره لهم ... دنوا فلمًّا دنا وملي بهم بانوا