للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت لها: يا ويب غيرك قرَّضي ... ملامك عنَّي واهدي أنَّى لك العذر

فإنَّي وان الفيت حني هابطا ... لذو همَّة من دون قمتها النسر

وما جلُّ فخري بالقريض ونظمه ... ولست أمراً أسرى فضائله الشَّعر

ولكنَّني شرفت نثري بمدحه ... فأحببت أن يسمو به النَّظم والنَّثر

ومن كان بكرا للفضائل واجداً ... لها فخليق أن تزف له البكر

/٢٢٢ ب/ وأنشدني أبو محمد عبد الله بن عمر بن سعدي البوازيجي الأنصاري بحلب - رحمة الله تعالى - قال: أنشدني أبو زكريا يحيى بن معيد بن الدهَّان النحوي بالموصل لنفسه ما كتبة إلى الأمير بدر الدين أبي الفضائل لؤلؤ بن عبد الله - صاحب الموصل - على ظهر كتاب أهداه له يتقاضى رسماً كان له عليه في النيروز:

[من المنسرح]

مولاي يا سيَّد الملوك ويا ... أعظم من يلتجيه ملهوف

قد حان رسمي فانعم عليَّ به ... فأنت بين الأنام موصوف

ونقلت من خطه شعره من صدر كتاب ألغه وسمّاه "نتائج القرائح" خدم به الملك القاهر عّز الدين أبا الفتح /٢٣٣ أ/ مسعود بن أرسلان شاه بن مسعود صاحب الموصل - رحمة الله تعالى -: [من السريع]

هل لغرامي فيك من آخر ... أم هل على صدَّك من ناصر

يا رَّبة الخدر الَّتي أصبحت ... فاتكة بالأسد الخادر

رقَّي لمن أصبح في وجده ... بحبكّم كالمثل السَّائر

ولا تظُّني بي سلواً فما ... يخطر غيرك في خاطر

واهاً لقلبي كيف ملَّكته ... غزيرةً ساحرة النَّاظر

خلية عن فرط وجدي بها ... راقدةً عن جفني السَّاهر

تبدي إذا ما طلعت طلعهً ... غراء مثل القمر الباهر

فإن تثنت فلها قامة ... تقد قدَّ الغصن الناضر

وافرة الحسن فواحسرتا ... واحربا من حسنها الوافر

قاسيةً لم ترث لي من جوى ... قلبي ولا من دمعي الهامر

كأنمَّا ما علمت أننَّي ... عبد الجواد الملك القاهر

<<  <  ج: ص:  >  >>