وانظر إليه فرأسه ... بالبرد مضرور ورجله
باع العمامة والشمشك ... فغلوه عار وسفله
هذا القران به تعكَّـ ... ـس نجمه فغدا يضلُّه
فمر الزَّمان فعقده ... في أيدي مولانا وحلُّه
وقال يمدح الإسكندرية: [من الوافر]
أرى الإسكندرية ذات حسن ... بديع ما عليه من مزيد
هي الثغر الذي يبدي ابتساماً ... لتقبيل العفاة من الوفود
إذا وافيتها لم تبق همّا ... فقلبك مذيراها من بعيد
حللت [بطاهر] منها كأنَّي ... حللت إذا بجنَّات الخلود
فلا بئر معطَّلة وكم قد ... رأيت هناك من قصر مشيد
بياض يملا الآفاق نوراً ... يبشر برقة بسحاب جود
وأقسم لو رأتها مصر يوماً ... لكادت أن تغيب عن الوجود
/٢٤٤ ب/ وكم قصر بها أضحى كحصن ... منيع لا كزرب من جريد
يرص فصوصه بانية رصّاً ... يفضَّله علًى نظم العقود
لها سور إذا لاقى الأعادي ... يقاتلهم بوجه من حديد
هو الفلك استدار بها وكم قد ... رأينا فيه من برج سعيد
أحاط بسورها بحر أجاج ... ومنهل أهلها عذب الورود
وحسبك أنَّ صدر الدَّين فيها ... وذا من مدحها بيت القصيد
هم السادات لا يرجى ويخشى ... سواهم عند وعد أو وعيد
إمام جلَّ قدراً أن يهنىَّ ... بشهر أوً بعشر أو بعيد
وله من قصيدة كتبها إليه أيضاً: [من الخفيف]
بذل وجهي إلاَّ لمثلك بذله ... واعتزازي إلاَّ بجاهك ذلَّه