غير مذمومٍ ولا نكد ... (وهو من ليلي ومن سمره)
نتعاطاها مشعشعةً ... قد سمت في الدَّنِّ عن كدره
/٤١ أ/ حسب كفِّي أن تخبَّ بها ... لاقتراب الورد من صدره
ومغنٍّ غير مكترثٍ ... بمكان الحبسَّ من وتره
بات يلهينا وينشدنا ... (أيُّها المنتاب عن غفره)
وسط روضٍ في ذرى خمرٍ ... صدح القمريُّ في شجره
ثمَّ ولَّى ذاك أجمعه ... وكذاك الدَّهر في غيره
وقصارانا إلى حفر ... وهو شاو المرء من عمره
وأنشدني أيضًا لنفسه: [من مخلّع البسيط]
إنَّ جوادًا وإن سيفًا ... وإنَّ مهضومةً رداحا
حصنٌ ولهوٌ لذي مصاعٍ ... نال به الجدَّ والمزاحا
وكلُّ عيشٍ وإن تراخى ... وقال أهلوه لا براحا
يبيده الدَّهر بارتجاعٍ ... جرَّ على إثره الرِّياحا
فغاية اللَّهو أن تعاطى ... خلع عذاريك والمراحا
وغاية الجود بذل نفسٍ ... وفضل موجودك ارتياحًا
وغاية الرُّشد في اتِّقاء ... يشعرك الخير والصَّلاحا
/٤١ ب/ واللُّؤم أن يقدح المرجِّى ... منك زنادًا يري شحاحا
وأنشدني لنفسه: [من المتقارب]
أشدُّ البلاء بهذي البلاد ... غلاء الحمير لرخص الجياد
فكيف المقام بأرضٍ بها ... تقاد الأسود بأيدي النِّقاد