ولها الأمان وهل تخاف قلائص ... من دونها خفر الحسان خفير
وأنشدني أبو المكارم فتيان بن محمد بن فتيان بن سمنيَّة الجوهري الموصلي بها، قال: أنشدني أبو محمد يحيى بن يوسف بن يحيى الضرير الصرصري الأنصاري لنفسه: [من الطويل]
إليك رسول الله مبتهلًا أشكو ... أذى زمن فينا لصارمه بتك
ومشكل أمر لا أرى من يحلُّه ... وشدَّ وثاق ما لنا منه مفتكُّ
وعدت رسول الله أنا سنبتلى ... بطائفة تأتي يقال لها التُّرك
ذكرت سياقات ثلاثًا لجمعنا ... وجمعهم في كلِّهنَّ لنا الفتك
وبشَّرتنا أنَّا باخر مرَّة ... سنصطلم القوم اصطلامًا له عرك
فما بالنا فينا ارتياعٌ وذلَّةٌ ... وأنت لنا عزٌّ يذُّل به الشِّرك
/٦٧ أ/ ووعدك وعدٌ صادقٌ متيقنٌ ... ترفَّع قدرًا أن يلمَّ به شك
وما ذاك إلا أن فينا تخلفًا ... عن الله مخشيًا علينا به الهلك
فلو أننا تبنا إلى الله توبةً ... نصوحًا لزال الهمُّ وارتفع اللَّبك
وإلَّا فمما نحن نهمل أمره ... فما هو إلَّا الخوف والعيشة الضَّنك
فيس لتقوى الله صونٌ لمتق ... ولا لمعاصيه وإن سترت هتك
فمن مبلغ عنِّي الإمام رسالة ... رسالة صدق لا يخالطها إفك
أبا جعفر يا ابن الذين سمت بهم ... إلى المجد أعراقٌ مطهَّرةٌ تزكو
رعاك كالعقد النَّظيم وسلكها ... حفاظًا لئن أهملتها انقطع السِّلك
وقد ملئوا رعبًا وضاقت صدورهم ... لبطئك عن أمر يليق به الوشك
فتنت قلوب المسلمين بنهضة ... تزول بها عنَّا الكآبة والوعك
وألق العدا في لجِّ بحر من الوغى ... لجيحون مرساه وساحله الكشك
وأرسل إليهم من رماحك والظُّبا ... سحابًا متى تضحك بوائقه يبكو
ولا تقتنع إلا بسفك دمائهم ... فإنَّ دماء الناس يحقنها السَّفك
ولا ترج دفع الشَّر منهم بلينة ... ولكن بأغلاظ لهم ليس ينفكُّ
/٦٧ ب/ فما خبثٌ إلَّا وليس يزيله ... ويذهبه إلَّا لظى النَّار والسَّبك
وكن واثقًا بالنَّصر فالوعد مخبرٌ ... بذلك وعدٌ لا يبهر جه الحكُّ
وبيتك بيتٌ لا يزال مؤيَّدًا ... ينصر الَّذي تجري بقدرته الفلك