ولم ير في الدُّنيا بعينيه ربه ... سوى أحمد المختار رؤية إغراق
وإني بالميزان والحوض مؤمنٌ ... ليسقيني منه على ظمأ ساقي
وقد خلق الله الجنان لأهلها ... وللكافرين النَّار قدرة خلَّاق
وليس كبير الذَّنب مخلد مؤمن ... بنار وينجو بعد كرب وإحراق
ومعتقدي أن النَّبيَّ محمَّدًا ... نبوَّته بين الورى حكمها باقي
وأنَّ له يوم المعاد شفاعةً ... غياثًا لملهوف وفتحًا لإغلاق
وأبرأ من إضمار نقص لصحبه ... وأزواجه بل حبُّهم عقد ميثاقي
وأمسك عن ذكر الَّذي كان بينهم ... لأسلم من غسلٍّ يدنس أطواقي
أفاضل بالتَّرتيب بين مراتب ... لأربعة منهم إلى الخير سبَّاق
وإنِّي إذًا ما قلت إنِّي مؤمن ... حذار أفتتان مشفق أي إشفاق
/٦٩ أ/ فإني بالاستثناء بعد مقالتي ... ولا شكَّ لكن لا أقول بإطلاق
وإنِّي أرى مسحي على الخفِّ سنَّةً ... وإيجاب سعيي في الجهاد وإنفاقي
ولست وإن جار الإمام بخارج ... عليه بسيف باتك الحدِّ مخراق
فمن كان ذا داء يخامر قلبه ... ليحذ اعتقادي فهو أنفع درياق
ويتبع للآثار عن كلِّ ناقل ... بصير ولم يخلد إلى قول ورَّاق
فكم أفعوان في كلام مسقَّفً ... حواه كتاب ما لملسوعه راقي
ويحذر أرباب الكلام فداؤهم ... عضالٌ مزلٌّ مزلقٌ أيَّ إزلاق
لقد نقضوا أركان دين محمَّد ... فحكمهم أن يضربوا فوق أعناق
ولولا المحامون القليلون غودرت ... شريعتنا نهبًا لأهواء فسَّاق
رعى الله أصحاب الحديث بحفظه ... فكم قد نفوا من وضع زور وإلحاق
محبة أصحاب الحديث علامةٌ ... لإيمان ثبت ثاقب الفهم ذوَّاق
وبغضهم وسمٌ لكم ضلالة ... على وجه رواغ عن الرُّشد مقلاق
هم مقتفو الآثار لا يعتدونها ... إلى رأي سوء باطل الحكم زوَّاق
هم السادة الغرُّ الميامين حبُّهم ... يبين للقافين أحسن أخلاق
/٦٩ ب/ وميِّتهم يشقى ... بقبره ... سقوا تربهم روح الرِّضا كلَّ دفَّاق
وأشعاره كثيرة والذي ذكرناه منها فيه كفاية.