للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

/٧٩ أ/ بتُّ أعاطيه بها قهوةً ... تشرق كالدِّينار للناقد

مدامة بالغثت فيها ولم ... أصب إلى الطَّارف والتَّالد

وقال أيضًا: [من الكامل]

وافاك قبل تبلُّج الفجر ... ثمل اللِّحاظ مبلبل الشَّعر

سهران قد غزلت لواحظه ... فتكحَّلت بالغنج والسِّحر

نشوان مغتبقًا ومصطبحًا ... يختال في طيٍّ وفي نشر

متأوِّدُ العطفين من هيفٍ ... متجاذب الرِّدفين والخصر

قد كادت الصَّهباء تسلمه ... فيكون ما يدري ولا يدري

فتنرجست ألحاظ مقلته ... وتورَّدت خداه بالخمر

فتجشم التجميش من حذر ... وقضت عليه الكأس بالسُّكر

وزها بنفسج عارضيه على ... خدَّيه فوق شقائق حمر

وحكت ثناياه وريقته ... نور الأقاحي في ندى القطر

فكأنَّما علق الرَّبيع به ... فكساه جلبابًا من الزَّهر

وكأن ريحانا بعارضه ... المنظوم من شعراته الخضر

/٧٩ ب/ مددٌ نصرت على العذول به ... وأقام خطُّ عذاره عذري

امسى يعاطيني المدام ومن ... رشفات فيه وثغره سكري

فشربتها كالشَّمس من يده ... ولثمت منه مقبَّل البدر

فكأنَّها أهدت إلى فمه ... ما فيه من حبب ومن خمر

وكأنَّه منح المدامة ما ... في فيه من درٍّ ومن درِّ

فتضوَّعَت كالزَّهر من عبقٍ ... وتوقَّدت كالأنجم الزُّهر

نوريَّةٌ نوريَّةُ النَّشر ... دُرِّيَّة داريَّة العطر

فطلت فأضحت في زجاجتها ... شبحًا يجول بغامض الفكر

فتنكرت إذ لا مساس بها ... وتعرَّفت بالعرف والنُّكر

<<  <  ج: ص:  >  >>